للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسعود وإنما رواه عن عاصم عن أبيه عن علي فأخد بها وترك رواية عاصم عن

أبيه أيضا عن وائل بن حجر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رفع يديه، كما روى ابن عمر،

ولو كان هذا ثابتا عنهما كان يشبه أن يكون رآهما مرة أغفل فيه رفعه اليدين،

ولو قال قائل: ذهب عنهما حفظ ذلك عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكانت له حجة؛ لأن

الضحاك بن سفيان قد حفظ على المهاجرين والأنصار وغيره أولى بالحفظ مه،

والقول قول الذي قول: رأيته فعل؛ لأنه/شاهد ولا حجة في قول الذي قال

لم تره، وهذا هو مذهب من خالفنا في ذلك، ولقد كان ابن عمر عندنا من

ذوى الأحلام والنهي ولو كان فوق ذلك منزلة كان أهلها، وأقبل قولنا إن

إبراهيم لو روى عن علي وعبد الله لم يقبل منه؛ لأنه لم يلق واحدا منهما.

انتهى. وأما استدلال بعض الحنفية بحديث جابر بن سمرة من عند مسلم:

" مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب شمس " (١) . فليس بصحيح؛ لأنهم

إنَّما كان ذلك حالة السلام فيما ذكره البخاري وغيره، وفي كتاب المعرفة عن

عقبة بن عامر إذا رفع يديه عند الركوع وعند رفع رأسه، فله بكل إشارة

عشر حسنات. غريبه: المنكب من الإنسان وغيره، ومجتمع رأس الكتف

والعضد منكب لا غير. حكاه اللحياني، وفي صحيح البخاري في كتاب

البيوع فيما رأيت من النسخ: فوضع يده على إحدى منكبيه، وقال سيبوبه فيما

ذكره ابن سيده: هو اسم للعضو ليس على المصدر ولا المكان؛ لأن فعله

نكب ينكب يعني: إنه لو كان عليه لقال منكب ولا يحمل على باب مطلع؛

لأنه نادر عن باب مطلع.


(١) صحيح. رواه مسلم في (الصلاة، ح/١١٩) ، وأبو داود في (استفتاح الصلاة، باب " ٧٤ ") ،
وأحمد (٥/١٠١، ١٠٧) ، والبيهقي (٢/٢٨٠) ، والطبراني (٢/٢٢٣) ، وابن أبي شيبة (٢/٤٨٦،
١٠/٣٧٨) ، والتمهيد (٩/٢٢١) ، ونصب الراية (١/٣٩٣، وتلخيص (١/٢٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>