للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية زهر عنه: " لم أصل علي محمد " قال: والصواب أنه من قول

مصححا بالسكوت عنه قيل للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرنا أن نصلى عليك ونسلم، وفي

بعض ما ذكرنا: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لهم: " والسلام كما قد علمتم "، قال:

وبه احتج الشافعي فقال: التسليم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرض وهو في التشهد

فرض، وحديث أبي سلمة عن أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله كيف نصلي

عليك؟ - يعني: في الصلاة-، قال: تقولون: " اللهم صل على محمد وآل

محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت

على إبراهيم، ثم تسلمون علي ". رواه الشافعي (١) في مسنده عن إبراهيم بن

محمد.

أخبرتي صفوان عنه، وعند أبي داود (٢) بسند رجاله مستورون عن أبي

هريرة يرفعه: " من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت

فليقل: اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل

بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد "، وفي كتاب إسماعيل

القاضي: " صلوا علي فإن صلاتكم على زكاة لكم، وصلوا على أنبياء الله

ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني " (٣) .

وحديث فضالة بن عبيد قال: سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلًا يدعو في صلاته ثم

يحمد الله، ولم يصل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عجل هذا ثم دعاه

فقال له أو لغيره إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله تعالى، والثناء عليه، ثم

يصلى على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم يدعو ما شاء " (٤) . قال الترمذي: هذا حديث

صحيح، وخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وقال الحاكم أبو عبد


(١) رواه الشافعي: (ح/٤٢) .
(٢) حسن. رواه أبو داود (ح/٩٨٢) ، والبيهقي (٢/١٥١) ، وإتحاف (٣/٢٩٠) ، والمنثور (٥/
٢٩٥٦،٢١) ، والكنز (٢١٧٥، ٣٤٨١) ، والبخاري في " الكبير " (٣/٨٧) ، وابن كثير (٧/
٤٢) ، والقرطبي (١٥/١٤١) ، والمشكاة (٩٣٢) .
(٣) رواه ابن أبي شيبة: (٢/٥١٧) .
(٤) صحيح. رواه الترمذي (ح/٣٤٧٧) ، وأبو داود (ح/١٤٨١) ، وأحمد (٦/١٨) ، والبيهقي
(٢/١٤٨) ، والحاكم (١/٢٣٠) ، والطبراني (١٨/٣٠٧ لمه ٣٠) ، وابن خزيمة (٧١٠) ،

<<  <  ج: ص:  >  >>