للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليلة بدر وما فينا إنسان قائم إلا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه كان يصلى إلى

شجرة … " (١) الحديث. فأما الصلاة إلى المتحدثين فقد كرهها أحمد،

والشافعي، وذلك أن كلامهم ليشغل المصلي عن صلاته: " وكان ابن عمر لا

يصلى خلف رجل يتكلم إلا يوم الجمعة وقال عبد الحق: خرجه- يعني:

أبا داود- بسند منقطع ولا يصح بغيره أيضا، قال أبو الحسن علي بن

القطان: ولو كان متصلًا ما يصح للجهل بحال عبد الملك بن محمد بن أيمن،

وعبد الله بن يعقوب فإنها لا تعرف أصلًا، وفي مراسيل أبي داود من حديث

بشر بن جبلة وهو ضعيف عن خير بن نعيم عن أبي الحجاج الطائي وحاله/

مجهول فيما ذكره ابن القطان قال: " نهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتحدث الرجلان

وبينهما أحد يصلي، ومن يصلي " (٢) . حديث عبد الأعلى الثعلبي وهو ضعيف

عن محمد بن الحنفية: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رجلا يصلي إلى رجل، فأمره

أن يعيد الصلاة قال: لم يا رسول الله إنى قد أتممت الصلاة؟ فقال: " إنك

صليت وأنت تنظر إليه مستقبله " (٣) . وقال الدارقطني في العلل: رفعه عبد

الأعلى عن ابن الحنفية عن علي، وعبد الأعلى مضطرب الحديث، وقد روى

مرسلًا وهو أنسبه للصواب، وفي الذخيرة للمقدسي من حديث أبان بن

سفيان- وهو متهم بالوضع- عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر

قال: " نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يصلى الإِنسان إلى نائم أو متحدث " (٤) .

قال: هذا خبر موضوع، وفي الأوسط من حديث محمد بن عمرو عن أبي

سلمة عن أبي هريرة يرفعه: " نهيت أن أصلي خلف المتحدثين والنيام " (٥) .


(١) بنحوه. فتح الباري (١/٥٨٠) .
(٢) ضعيف. رواه ابن المبارك في " الزهد ": (٦) .
(٣) ضعيف. رواه الدارقطني (٢/٨٥) ، وابن المبارك في " الزهد ": (٦) .
وأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (٢/٦٢) ، وعزاه إلى البزار في " مسنده "، وفيه عبد الأعلى
التغلبي، وهو ضعيف.
(٤) موضوع. العلل المتناهية: (١/٤٣٤) .
(٥) أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (٢/٦٢) ، وعزاه إلى الطبراني في " الأوسط "، وفيه
محمد بن عمرو بن علقمة، واختلف في الاحتجاج به.

<<  <  ج: ص:  >  >>