للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلى نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق فقال تعالى:

" سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها " يصفون

بيت المقدس فتنحها، وصرفه الله تعالى إلى البيت العتيق " (١) فقال: " ومن

حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام " (٢) . وفي كتاب الناسخ

والمنسوخ لأبي داود من حديث يزيد النحوي عن عكرمة عنه كان محمد

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستقبل صخرة بيت المقدس، وهي قبلة اليهود فاستقبلها سبعة عشر شهرا

فقال عز وجل: (ولله المشرق والمغرب) . وقال: " قد نرى تقلب وجهك

في السماء وعن أبي العالية: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر نحو بيت المقدس

فقال لجبرائيل عليه الصلاة والسلام: " وددت أن ألله تعالى صرفني عن قبلة

اليهود إلى غيرها " فقال له جبرائيل: إنما أنا عبد مثلك فارع ربك عز وجل

وسله فجعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبرائيل

بالذي سأل ما أنزل الله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك) (٣) . وعن

سعيد بن عبد العزيز أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى نحو بيت المقدس من شهر ربيع

الأول إلى جمادى الأخرة، وفي كتاب ابن سعد زاد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم

نسير بن البراء عن معرور في بنى سلمة فصنعت له طعاما وحانت الظهر

فصلى بأصحابه ركعتين ثم أمر أن يوجه إلى الكعبة فاستداروا إلى الكعبة

واستقبل الميزاب فسمى المسجد / مسجد القبلتين، وذلك يوم الإثنين للنصف

من رجب على رأس سبعة عشر شهرَا، قال محمد بن عمر: وهذا البيت

عندنا، وزعم ابن حبيب في كتابه المخبر أنّها حولت من الظهر يوم الثلاثاء

للنصف من شعبان في الركعة الثالثة، وفي موضع آخر العصر، وزعم سعيد

عن حجاج عن ابن جريح: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول ما صلى إلى الكعبة ثم صرف


(١) رواه أحمد (١/٣٢٥) ، والمنثور (١/١٤٢) ، والمجمع (٢/١٢) ، وعزاه إلى أحمد والطبراني
في " الكبير " والبزار ورجاله رجال الصحيح.
(٢) المصدر السابق.
(٣) المنثور (١/١٤٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>