للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فلم تجدوا فتيمموا صعيدا طيبا) (١) وقال عليه السلام لعمار: " إن لم

تجد الماء فعليك بالصعيد " (٢) وقد اجتمعت الأمة أنه لا يتوضأ بغير الماء، ولا

يغتسل به من الجنابة مثل الخل ونبيذ التمر والعسل وماء العصفر يومًا أشبه

ذلك، ولا يثبت في هذا الباب من هذه الرواية حديث، بل الأخبار الصحيحة

عن ابن مسعود ناطقة بخلافه، وقال أبو جعفر الطحاوي: هذه الطرق لا تقوم

بها الحجة عند من يقبل خبر الواحد، وقال أبو بكر بن المنذر: حديث ليس

بثابت، وقال ابن عدي: ولا يصح هذا الحديث عن النبي- عليه السلام-

وهو خلاف القرآن، وبنحوه قاله الترمذي، وفي علل الحربي: وأبو زيد رجل

مجهول، وقد روى حديثه هذا عن أبي فزارة سبعة أنفس، وقالوا خمسة

أقاويل: فقال إسرائيل ووكيع وشريك وسفيان: عن أبيِ زيد، وقال أبو العميس:

عن زيد، وقال عبد الملك بن أبي سليمان: عن عبد الله بن يزيد بن الأصم،

وقال ليث: عن رجل، وقال عبد الملك بن أبي سليمان: عن عبد الله بن

يزيد بن الأصم، وقال ليث: عن رجل، وقال أبو عبد الله الشهري: عن شريك

أنه حدّثه عن أبي زائدة خلاف ما حكاه عن سعدونة، والقول قول من قال

عن أبي زيد.

الثاني: التردد، في أبي فزارة، هل هو راشد بن كيسان أم لا؟ فالذي

يظهر من كلام أحمد أنهما رجلان، فإنه قال: أبو فزارة في حديث ابن

مسعود رجل مجهول، وكذلك ذكره البخاري، ولكنه جعل راوي حديث

النبيذ راشد بن كيسان، ولما ذكر بحشل في تاريخ واسط حديث أبي فزارة

قال: سألت أنسًا عن الركعتين قبل المغرب، قال: ليس هذا أبو فزارة


(١) سورة النساء آية: ٤٣.
(٢) حسن. رواه أبو داود في: ا- كتاب الطهارة، ١٢١- باب التيمم، (ح/٣١٨) . ولفظه: " حدثنا
أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عتبة حدثه عن
عمار بن ياسر أًنه كان يُحدث أًهم تمسحوا وهم مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصعيد لصلاة الفجر، فضربوا
بأكفهم للصعيد، ثم مسحوا وجوههم مسحة واحدة، ثم عادوا فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى
فمسحوا بأيديهم كلها إلى المناكب والآباط من بطون أيديهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>