أيضا حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب. ذكره الدارقطني، وقال:/باطل
هذا الإسناد، مقلوب، وفيه أيضَا حديث العركي، أنابه الإِمام تاج الدين ابن
دقيق العيد- رحمه الله- إجازة عن الفقيه أبي الحسن بن الحميري، قال: ثنا
الحافظ أبو الظاهر بن سلفة قال: نا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
إبراهيم الرازي قراءة عليه وأنا أسمع بمصر قال: نا القاضي أبو الفضل محمد بن
أحمد بن عيسى السعدي قال: نا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن
حمدان العكبري، قال: قرأ على أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد
العزيز، نا عثمان بن أبي شيبة، نا حاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر عن
عياش بن عباس عن عبد الله بن جرير عن العركي الذي سأل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال: " يا رسول الله: إنا نركب الإِرمات فتبعد في البحر ومعنا ماء لسقاؤنا "
الحديث. قال أبو القاسم: هكذا نا عثمان عن حاتم عن حميد بن صخر وهو
وعمرو إنما هو حميد بن زياد أبو صخر المدني، وهو صالح الحديث، قال:
والعركي بلغني اسمه عندما رواه ابن قتيبة في غريبه عن القرشي، نا محمد بن
عتاب المكي، نا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن عبد الرحيم عن عبد
الله ابن ذر بن الغافقي عن العركي به، وأما البحر فمختلف فيه؛ فزعم بعضهم
أن ذلك يعم العذب والملح، وقال بعضهم: بل ذلك مخصوص بالملح فقط،
ممن قال ذلك القزاز فإنه ذكر أنه سمى بذلك لسعته من قولهم: تبحر الرجل
في العلم إذا اتسع فيه، وإذا اجتمع الملح من الماء والعذب سموهما باسم الملح،
قال تعالى: (مرج البحرين يلتقيان) (١) فجعل الماء العذب بحرًا المقارنة
الملح، قال الشاعر:
وقد عاد عذب الماء بحرًا فزاد بي … على مرضي أن أهجر المشرب العذب
انتهى كلامه، وفيه تصريح بأن البحر يطلق على الملح لا العذب، وإن
أطلق فعلى سبيل المجاز، وكذا ذكره ابن فارس في محكمه بقوله: ماء بحر أي
ملح يقال: أبحر الماء إذا أملح، وفي الغريب المصنف عن الأموي
والأصمعي:/البحر هو: الملح، يقال منه قد أبحر الماء أي صار ملحَا، وكذا
(١) سورة الرحمن آية: ١٩.