للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنبأني بها جماعة من أصحاب جعفر عن أبي الصالح رضوان بن مخلوف

عن أبي الحسن علي بن الحسن بن حفص القرشي سماعًا من والده وعن أبي

محمد بن عبد الله بن المؤلف لها، أي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن

أحمد بن عبد الله الطرابلسي، كلاهما عن مؤلّفها أبي إسحاق، قال: والبحر

الماء الكثير المتسع، عذبًا كان أو ملحا، وإنما سمي بحرا لكثرته، ومن أسمائه:

اليم وإلزاما والمهرقا وحضارة، والقاموس: وسطة وغواريه: أمواجه، والحال: طيبة

وترابه، والعبر: ساحل البحر وهو الشّط والشاطئ والسيف والصيف والضفة

والجد والجدة والغبقة، ويقال: ماء رَعْرَبَ وماء تليذم وماء خضرم إذا كان كثيرا

متسعًا، وفي الغريب المصنف: والبلالق الماء الكثير، وفي كتاب الألفاظ لابن

السكيت: ماء سُعر وسعبت وطنيس وطيسل وزينب وجوار على فعال أي

كثير، وفي كتاب السيف اللسان للحميري: ولا يقولون بحر إلَّا بما كان ملحًا

خاصة، والبحر يقع على الملح والعذب. انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث

عيبه على من يقول ذلك من الناس، ولا غيب عليهم لما أسلفناه من قول

جماعة من أهل العلم باللغة، والله أعلم.

وأما السائل فزعم السمعاني أنه العركي قال: وهو اسم يشبه النسبة-

والله أعلم- انتهى، وفيه نظر من حيث جعله اسما، وليس كذلك بل هو

نعت لمن كان صيادًا، وقد سبق بيان ذلك في الكتاب الموسوم برفع الارتياب/

في الكلام على اللباب، وملخصه ما ذكره القزاز وغيره، والعرولث الصيادون،

والواحد عركي قال زهير: يغشى الحذأة تبارعث الكثيب كما يغشى السَّفين

موج اللجة العرك، وكتب المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقوم من اليهود: إنّ عليكم ربع ما

أخرجت نخلكم وربع ما صاد عروككم، ويزيد ذلك وضوحا قول البغوي:

قيل: اسمه عبد كما أسلفناه.

واختلف في الوضوء من ماء البحر؛ فكره الوضوء منه جماعة، منهم: أبو

هريرة وعبد الله بن عمر وأبو العالية. فيما ذكره ابن أبي شيبة في المصنف،

وفي الأشراف عن ابن المسيب: إذا لجُئت إليه تقوض منه، وقد انعقد الإِجماع

على جواز الوضوء منه فيما حكاه ابن عبد البر، وإنما كره الوضوء منه من

كرهه لما روى في بعض الأحاديث من أنّ الله تعالى يسقط فيه الكواكب يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>