للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسرائيل لا يحتاج إلى تعريف حاله؛ لأنه ممّن خرج له الشيخان في

صحيحيهما ووثّقه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة وابن

سفيان وابن حبان وأبو داود وابن سعد وغيرهم، وأما عامر فروى عنه جماعة

منهم الثوري وابن عيينة ومسعر وشريك وذكره أبو حاتم في كتاب المروروذي

وذكره يعني: أحمد فلم يتكلّم فيه بشيء، وقال النسائي: لا بأس به فإنه

بهذه أكثر من يده، وأمّا قول ابن معين فيه ضعيف فليس يعارض ما أسلفناه

من توثيقه عند من صحح حديثه أو حسنه ويكون ضعيفَا بالنسبة إلى غيره من

الثقات/وكذا ذكره ابن أبي حاتم الرازي وقال: ليس بقوي، وقال: معنى

ذلك أبو الحسن بن القطان ولما ذكره الدارقطني في كتاب السنن من حديث

أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن نمير عن إسرائيل بلفظ: " رأيت عثمان يتوضأ

فغسل يديه ثلاثَا وغسل وجهه ثلاثَا ومضمض ثلاثَا واستنشق ثلاثَا " (١)

الحديث.

قال: قال موسى بن هارون: في هذا الحديث موضع وهم عندنا؛ لأن فيه

ابتدأ بغسل الوجه قبل المضمضة والاستنشاق، وقد رواه ابن مهدي وأبو غسان

على الصواب وبنحوه ذكره في العلل لم يزد على ذلك شيئَا والله أعلم، وأما

قول البزار: وهذا الحديث الا نعلمه يروى إلا من هذا الوجه عن عثمان يشبه

أن يكون وهمَا لما ذكره أبو القاسم في الأوسط من حديث عطا الخراساني عن

ابن المسيب: " رأيت عثمانَ توضأ فخلل لحيته ثم قال: رأيت النبي عليه

السلام توضأ فخلل لحيته " (٢) . وقال: لم يروه عن عطاء إلا شعيب بن زريق،

وقال أبو نعيم: لما رواه أيضَا يحيى من حديث عطاء تفرّد به شعيب وفي

كتاب العلل للرازي: سألت أبي عن حديث رواه ثقة عن أبي سفيان الأنصاري

عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن ابن المسيب عن عمّار الحديث؟ فقال: هو


(١) صحيح. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (٢/٢٢٩) من حديث حمران، وعزاه إلى
" أحمد " وهو في الصحيح باختصار ورجاله موثقون.
(٢) صحيح. وبنحوه: رواه ابن ماجة في: ١- كتاب الطهارة، ٥٠- باب ما جاء في
تخليل اللحية، (ح/٤٣٠) . وصححه الشيخ الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>