للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطاياه من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت خطاياه من

رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد

نافلة" (١) . هذا حديث مختلف في إرساله، وقد خرج مسلم معناه من

حديث عمرو بن عنبسة، وفيه طول، وفي آخره: وحدَّث عمرو بهذا الحديث،

أما أمامة صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: نا عمرو بن عنبسة: انظر ما تقول في مقام

واحد يعظم هذا الرجل، فقال عمرو: لقد كبر سني ورقّ عظمي، وكما رواه

حفص هنا رواه عن مالك في الموطأ يحيى بن يحيى والقعنبي وجمهور الرواة،

وقالت طائفة منهم مطرف وإسحاق بن عيسى الطباع: عن مالك عن زيد عن

عطاء عن أبي عبد الله الصنابحي، واختلف عن زيد بن أسلم في ذلك،

فقالت طائفة: عنه كما قال مالك في أكثر الروايات عنه: وقالت طائفة أخرى:

عن زيد عن عطاء عن عبد الله الصنابحي، قال أبو عمر: ما أظن هذا

الاضطراب جاء إلا من زيد بن أسلم، والصواب فول من قال: فيه أبو عبد

الله وهو عبد الرحمن بن عسيلة تابعي ثقة ليست له صحبة، وروى زهر بن

محمد عن زيد عن عطاء عن عبد الله الصنابحي قال: سمعت رسول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: فذكر قوله:"إنّ الشّمس تطلع ومعها قرن الشيطان لما الحديث،

وهو خطأ عند أهل العلم، والصنابحي لم/يلق رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزهير بن

محمد لا يحتج به إذا خالفه نميزة، وقد روى عن ابن معين أنه يسأل عن

عبد الله الصنابحي يروى عنه المدنيون فقال: يشبه أن يكون له صحبة، وأصح

من هذا عن ابن معين أنه سئل عن أحاديث الصنابحي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال

لمن سأله: ليست له صحبة، وبنحوه قال الترمذي في كتاب العلل الكبير عن

البخاري- رحمهما الله تعالى-، وأما قول أبي عمر أن زهير بن محمد لا

يحتج به، فليس ذلك؛ لأنه ممن خرج حديثه الشيخان في صحيحيهما، ومن

كانت هذه حاله لا يقال فيه ما ذكره لا سيما مع عدم الحالة المصرَح بها، بل


(١) صحيح. رواه النسائي في (الطهارة، باب"٨٤") وابن ماجة (ح/٢٨٢) ومالك في
الموطأ (طهارة/ح/٣٠) وأحمد في"المسند" (١/٣٤٨، ٣٤٩) . وصححه الشيخ الألباني.
كما في صحيح ابن ماجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>