للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان عند مروان فسئل عن مس الذكر؟ فقال عروة: إن بسرة حدّثني أنّ النبي-

عليه السلام- قال:"إذا أفضى أحدكم إلى ذكره فلا يصلي حتى يتوضأ" (١) .

فبعث مروان حرسيا الحديث قال: هكذا ساق ابن زيد هذا الحديث وذكر فيه

سماع عروة من بسره وخلف بن هشام ثقة وهو أحد أئمة القراء، ومما يدل

على صحة روايته رواية الجمهور من أصحاب هشام عن أبيه عن بسرة منهم

أيوب السختياني وقيس بن سعد المكي وابن جريج وابن عيينة، وعبد العزيز بن

أبي حازم ومحيى بن سعد ومحيى بن سلمة ومعمر وهشام بن حسان وعبد

الله بن محمد أبو علقمة وعاصم بن هلال، ويحيى بن ثعلبة المازني وسعيد بن

عبد الرحمن. الجمحي وعلي بن المبارك وأبان بن العطار ومحمد بن عبد

الرحمن. الطقاوي وعبد الرحمن بن جعفر الأنصاري، والدراوردي ويزيد بن

سنان وعبد الرحمن بن أبي الزياد وعبد الرحمن بن أبي عبد العزيز، وحامد بن

هرم الفقيمي وأبو مَعْشر وعباد بن مُهَيب وغيرهم، وقد خالفهم فيه جماعة

فرواه عن هشام عن أبيه عن مروان عن بسرة منهم الثوري ورواية عن هشام بن

حسان ورواية عن حماد بن سلمة ومالك ووهب بن خالد وسلام بن أبي مطبع

وعمر بن علي المقدسي وعبد الله بن إدريس وعلي بن مُسهر وأبو أسامة وغيرهم،

وقد ظهر الخلاف فيه على هشام من أصحابه فنظر، فإذا القوم من الذين أثبتوا

سماع عروة عن بسرة أكثر وبعضهم أحفظ من الذين جعلوه عن مروان، إلا

أنّ جماعة من الأئمة الحفاظ ذكروا عن مروان منهم مالك والثوري ونظرا

وبها، فنظر جماعة ممن لم يمعن النظر في هذا الاختلاف أنّ الخبر واهي، لطعن

أئمة الحديث على مروان فنظرنا فوجدنا جماعة من الثقات/الحفاظ رووا عن

هشام عن أبيه عن مروان عن بسرة ثم ذكروا في رواياتهم أنّ عروة قال: ثم

لقيت بعد ذلك بسرة فحدّثني بالحديث كما حدّثني مروان عنها؛ فدّلنا ذلك

على صحة الحديث وثبوته على شرط الشيخين وزال عنه الخلاف والشبهة


(١) ضعيف. رواه الحاكم (١/١٣٦) والمشكاة (٣٢١، ٣٢٢) والشفع (٩١، ٩٢) . وفي
شرح السنة (١/٣٤١) بلفظ:"إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره ليس بينه … "الحديث.
قلت: وعلته مروان، فقد طُعن من أئمة الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>