إلى آخره. قد بيتا أنّ مروان ليس له ولا لشرطه في هذا الحديث مدخل،
ولسنا ممن نعتمد على قول البيهقي في المعرفة، ولولا ثقة الحربي عند عروة لما
قبله من أن عروة مشي إلى بسرة فشافهته به فذكر أولئك ضرب من التشعيب
الذي لا طائل تحته، ولئن سلمنا إلى ما قاله فمروان ليس ممن تفرد به
الأحاديث؛ لأنه ممن ذكره في الصحابة جماعة من الأئمة، وروى له البخاري
في صحيحة حديث محتجًا به عن علي بن أبي طالب وفاطمة وآخر مقرونًا
بالمسوَر بن مخرمة وأما ما قُرن به من قبل طلحة منّي لم يثبت عليه، ولم يأت
إلَّا على لسان مؤرخ مقدوح في عدالته كأني مختف وهشام وغيرهما والله
أعلم، وسيأتي ذكر من سمّاه المهاجرين علي بعد إن شاء الله تعالى.
الرابع: ما حكاه عن ربيعة مردود بما سنذكره بعد من رواية جماعة من
الصحابة لذلك كروايتها.
الخامس: ذكره حديث عروة بن شعيب وادّعاؤه فيه الانقطاع مردودًا بما
أسلفناه قبل من اتصاله عند جماعة من العلماء ولكن منعنا من أن يحتج به
جهالة حال المحدّث بهن أبي كثير؛ لأنا لا نقبل ذلك إلا بعد معرفة عينه وحاله
أو ما يقوى مقامهما كما بيناه.
السادس: وقوله: إنّ أبا الأسود رواه أيضًا عن عروة لكن من طريق ابن
لهيعة يفهم أن غيره لم يروه كروايته عنه وهو غير صحيح؟ لما ذكره أبو عبد
الله بن الربيع من أن محمد بن عبد الله بن عروة رواه عن عروة، وكذلك
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل وعبد الحميد بن حزم والحسن بن نياق، وفي
الترمذي ثنا علي، ثنا بن حجر ثنا عبد الرحمن بن أبي الزياد عن أبيه عن
عروة عن بسرة ومنهم/من عابه بالاختلاف في إسناده وألفاظه؛ وذلك أنه
مروى من جهة الزهري ومالك وهشام بن عروة، فأمّا الزهري فقد اختلف عليه
على وجوه أحدها عنه عن عروة عن مروان عن بسرة، وهذه رواية الطبراني أن
عبد الرزاق عن معمر عن عروة قال: قد أكثر هو ومروان الوضوء من مس
الفرج، فقال مروان: حدّثتني بسرة أنها سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر بالوضُوء من