للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفوان" رضى الله عنها وأما ما قاله الحافظ بن سرور: من أنها خالة مروان

"فسيء" (١) لم أعرفه لغيره وأيضًا فقد أسلفنا أنه أخذ عنها هذا الحديث نفسه،

وحدث به عنها بغير واسطة كما سبق فدل أنها عنده أهل وموضع للرواية لا

كما زعم لا سيما عمل به رواته ورجوعه إليه بعد إنكاره ذلك.

الثاني: قوله: إن هشامًا لم يسمعه من أبيه، ولعمري لقد قال ذلك قبله

شعبة فيما حكاه عنه الإمام أحمد في تاريخه الذي رواه عن أبيه أبي بكر

الحضرمي قال شعبة: لمَ يسمع هشام حديث مس الذكر من أبيه قال يحيى:

فسألت هشامًا؟ فقال: أخبرني أبي ثم رواه في مسنده أخبرني يحيى عن هشام

قال: حدثني أني أن بُسرة حدّثته فذكر الحديث.

وقد أسلفنا قول ابن المديني في ذلك أيضًا، وشبه أن يكون مستند من قال

ذلك: رواية داود العطار عنه ووهم في ذلك، قال الحاكم: أبو عبد الله وروى

داود العطار عن هشام عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة حديث بسرة وهو

وهم، وقال في موضع آخر: ما. روى من وجه يعتمد وفيما قاله نظر؛ لما رواه

أبو القاسم في الأوسط عن علي بن عبد العزيز عن حجاج بن منهال عن

همام بن يحيى عن هشام عن عبد الله بن أبي بكر به وهؤلاء كلّهم ثقات

ويحمل ذلك على أنه سمعه عنه أولًا، ثم شافهه آخر الصحة الروايتين عنه

بذاك ولإن كان ما قاله أبو جعفر صحيحًا فلا وجه على الحرث فيه؛ لأن

عبد الله ممن خرج الشيخان حديثه في صحيحيهما، وقال مالك: النجم فيه

كان رجل صدق، وقال أحمد بن حنبل: حديثه شفاء، وقال ابن سعد: كان

ثقة كثير الحديث عالماً، ووثقه ابن معين وأبو حاتم الرازي/وابن حبان والعجلي

والبرقي وغيرهم، فعلى هذا يتناول ما نقله عن ابن عيينة، وأنه ليس بطعن يردّ

به حديثه فسواء برز أو لم يُبرز لعدالته وثقته ولعدم افتقارنا إلى وجوده، ولما

ذكرنا من سماع هشام له من أبيه وسماع الزهري من عروة كما سبق بيانه

من عند ابن حزم وغيره.

الثالث: قوله: لأن مروان عنده ليس في حال من يجب القبول من مثله


(١) كذا ورد"بالأصل".

<<  <  ج: ص:  >  >>