منقطع والمنقطع لا يجب به عندكم حجة انتهى قوله، وعليه فيه مآخذ الأول:
قوله: إنّ عروة لم يرفع بحديث بسرة رأسًا، وذلك أنها عنده في حال من لا يؤخذ
عنها ففي الصحيح لكونها صحابية معروفة الصحبة، ومن كانت بهذه المثابة فأجدر
بأن يرفع لحديثها الرؤوس، قال الحاكم: هي من سيدات قريش قال فيها مالك بن
أنس: أنه دوّن من هي جدّة عبد الملك أم أمه فاعرفوا هذا، وذكر مُصْعب الزبيري
أنها من المبايعات وورقة بن نوفل عمّها وليس لصفوان بن نوفل عقب الأمر قبلها
وهي زوج المغيرة بن أبي العاص روى عنها جماعة، وروينا لها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خمسة أحاديث غير هذا الحديث، فقد ثبت مما ذكرنا أخبارها وأنّ اسم الجهالة
مرتفع عنها بهذه الروايات، وذكر الشّافعي أنّ لها سابقة وهجرة قديمة وصحبة
بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: وفد حدثت بهذا الحديث في دار المهاجرين والأنصار
وهم متوافرون، فلم يدفعه منهم أحد بل علمنا بعضهم صار إليه عن روايتها
منهم عروة بعد إنكاره ذلك وعبد الله ابن عمر بن الخطاب، وفي الاستيعاب
ولدت للمغيرة معاوية وعائشة وكانت عائشة أخت مروان، وفي كتاب الزبير بن
أبي بكر هي أم معاوية وجدّة عائشة بنت معاوية وعائشة هي أم عبد الملك وكانت
من المبايعات، وبنحوه ذكره ابن الكلبي في جامعه، وزعم أنها من كنانة قال ابن
عمر: وليس ذلك بشيء، والصواب أنها من بني أسد بن عبد العزي انتهى كلامه
وفيه نظر؛ لأنّ أسد بن عبد العزي لا مخرج له عن نسب كنانة فكان البر في
نسبها إلى الجذم لا إلى الفضيلة والله أعلم، ولما ذكرها ابن سعد قال: بسرة
بنت صفوان بن نوفل بن عبد العزي اابن قُصي أمهَّا سالمة بنت أمية بن حارثة
الأوقص بن مرّة بن هلال بن فالج بن ذكّوان بن ثعلبة بن بُهثه بن سُلَيم
وأخوها لأمها عقبة بن أبي معيط وابنها معاوية قتل منصرف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
أحد وهو جدّ عبد الملك، وقال ابن حبان: هي من المهاجرات وخديجة أم
المهاجرات وخديجة أم المؤمنين عمة ابنها.
وقال أبو محمد الأموي: وصح أن بسرة صحابية مشهورة. وابن أبي شيبة
في كتاب أخبار المدينة على ساكنها الصلاة والسلام قال محمد: يعني ابن
طلحة الطويل التيمي:"صلى عليه الصلاة والسلام في دار بسرة بنت