للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيوب وعائشة- في إحدى الروايتين عنها- قال أبو عمران عبد البرقي:

الأسانيد عن الصحابة في إسقاط الوضوء منه أسانيد صحاح من نقل الثقات.

انتهى كلامه (١) . وفيه نظر إن أراد هؤلاء المسمين؛ لأن حديث ابن مسعود

تقدّم ردّه بأبي قيس الأودي، وحديث ابن عمر وعائشة تقدّم الكلام عليهما

قبل، وحديث حذيفة أعلّه أبو حاتم الرازي فيما حكاه عنه ابنه، وكذلك

حديث أبي أيوب وعمر بن الخطاب تقدم ذكرهما، وحديث عمران مشكوك

في اتصاله أنه من رواية الحسن عنه وغيره أحد زعم أنه منقطع وقال: فيه أيضا

ابن المسيب والشعبي وإبراهيم وسعيد بن جبير والحسن البصري وعكرمة وقتادة

وطاوس وأبو عبد الرحمن السلمي والضحاك ومكحول وأبو جعفر محمد بن

علي بن الحسين- جدّ الثوري- وأبو حنيفة وأصحابه وربيعة بن عبد الرحمن

وشريك والحسن بن حيي وعبيد الله بن الحسين، وقال/أبو عمر: وجمهور

علماء العراقيين معنى على ذلك أسلافُهم، ويحيى بن معين وابن المبارك؛

وخالفهم في ذلك آخرون؛ فذهبوا إلى إيجاب الوضوء من مسّ الذكر فممن

يروى عنه ذلك: عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبو أيوب وزيد بن خالد وأبو

هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وجابر بن عبد الله وعائشة وأم حبيبة

وبُسرة بنت صفوان وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وعروة بن الزبير

وسليمان بن يسار وعطاء ابن أبي رباح وأبان بن عثمان وجابر بن زيد

والزهري ومصعب بن سعد ويحيى بن أبي كثير وسعيد بن المسيب، قال

الحازمي في أصّح الروايتين عنه: وهشام بن عروة والأوزاعي وأكثر أهل الحديث

وجماعة أهل الشام والمغرب والشّافعي وأحمد وإسحاق والمشهور من قول

مالك ومجاهد وعبد الرحمن بن القاسم وحُميد الطويل وسلمان التيمي وأبو

العالية والشعبي. قال أبو عمر بن عبد البرغي الثوري قال: دعاني ابن جريج

وبعض الأمراء فسُئلْنا عن مسّ الذكر فقال ابن جريج: يتوضأ من مسّ الذكر،

وقلت أنا: لا وضوء على/من مسّ ذكره فلما اختلفنا قلت لابن جُريج:

أرأيت لو أنّ رجلا وضع يده في مني؟! قال: يغسل يده. قلت: فأيهما نجس


(١) قلت: كذا ورد هذا القول " بالأصل "، ولعل علاء الدين مغلطاي يقصد أنه يقلب الأسانيد
عن الصحابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>