أنس بن مالك قال: كان يضع يديه على أذنيه ويقول: صحت إن لم أكن
سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " توضئوا مما مست النار " هذا حديث قال
أبو القاسم في الأوسط: لم يروه عن يزيد- يعني: عن أنس- إلا ابنه خالد بن
يزيد بن أبي مالك- واسمه هانئ يكنى: أبا هاشم- وإن قال فيه العجلي:
كان ثقة، وقال أبو حاتم البستي: هو من فقهاء الشّام، وكان صدوقا في
الرواية، ولكنه كان يخطيء أكثر، وفي حديثه مناكير، قال ابن عدي: لم أر
له إلا ما يحتمل، أو يرويه/عن ضعيف، فيكون البلاء من الضعيف لا منه،
ولا يعجبني، والاحتجاج به إذا انفرد عن أبيه وما أقربه ممن ينسبه إلى التعديل،
وهو ممن استخير الله- تعالى- فيه فقد قال فيه الإمام أحمد وابن معين: ليس
بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الرازي: يروى أحاديث مناكير، وقال
الدارقطني: ضعيف، وذكره العقيلي والساجي في كتاب الضعفاء ويزيده
ضعفا وعدم حفظه؛ وذلك أن هماما رواه عن مطر عن الحسن عن أنس عن
ابن طلحة قال- عليه السلام-: " الوضُوء مما غيرت النار لونه ". أنا بذلك
الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف المنجي رحمه الله
بقراءتي عليه أخبرتكم المسندة أم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل
الحرانية أنا أبو حفص بن طرزدان أن أبو غالب بن البنا أنا أبو الغنائم بن المأمون
نا أبو القاسم بن حبانة نا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني
الحافظ قال: نا محمد بن المؤمل ثنا بشر بن عمر نا همام … فذكره، وإسناده
صحيح، ورواه السراج في مسنده عن إسحاق بن إبراهيم ثنا بشر … فذكره،
ورواه عبد الرحمن، وفي الباب غير ما حديث؛ من ذلك: حديث زيد بن
ثابت خرجه مسلم في صحيحه، وقد تقّدم ذكره، وحديث أم حبيبة وشرب
عندها ابن أختها أبو سفيان بن سعيد سويقا وقالت: يا ابن أختي، توضأ فإن
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " توضئوا مما مست النار ". خرجه أبو داود (١) ،
وإسناده صحيح، وقال الحربي: رواه عن الزهري ثلاثة عشر، وقالوا: أربعة
أقاويل؛ فقال يزيد بن زريع عن معمر: دخل عليها سعيد بن سفيان بن المغيرة،
(١) حسن. رواه أبو داود في: كتاب الطهارة، ٧٥- باب التشديد في ذلك (ح/ ١٩٥) .