للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو بن السرج ثنا عبد الملك بن أبي كُريمة، حدثني عُبيد بن ثمامة عنه،

وبنحوه ذكره أبو زكريا بن مندة في كتاب آخر من مات من الصحابة، وفيه

رد لما قاله أبو القاسم الطبراني، والله أعلم؛ لأن الحديث واحد، وإن اختلفت

ألفاظه، فكله يدور على معنى واحد؛ وهو اصطلاح المخرجين وعائشة- رضى

الله عنها- قالت: " كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأكل خبزا وكتفا وأقام المؤذن الصلاة،

فأراد القيام فقلت له: ألا تتوضأ يا رسول الله من الأطيبين؟! فتوضأ ثم قام

فصلى ولم يتوضأ ". رواه الحافظ أبو العباس السراج في مسنده لإسناد صحيح،

وأبو رافع قال: " أشْهد أن استوي لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بطن شْاة ثم صلى ولم

يتوضأ ". رواه مسلم (١) في صحيحه، ولفظ السراج في مسنده قال: " ذبحت

لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاة، وأمرني فطبخت له من بطنها، فأكل منه، ثم قام فصلى

ولم يتوضأ ". في سنده عتاد من ولد أبي رافع- وهو مجهول- ولما رواه ابن

الأشعث من حديث سلمة بن الفضل، ثنا أبو جعفر الرازي عن داود بن أبي

هند عن شرحبيل عن أبي رافع مطولا قال: هذا حديث غريب، وأبو بكر

الصديق- رضى الله عنه- روى حديثه ابن أبي داود عن عمرو بن عثمان، ثنا

عقبة بن علقمة عن الأوزاعي قال: كان مكحول يتوضأ مما مست النار حتى

أتى عطاء بن أبي رباح فأخبره عن جابر بن عبد الله/أن أبا بكر أكل ذراعا-

أو كتفا- ثم صلى ولم يتوضأ، فقيل له: أتركت الوضوء؟ فقال: لأن يقع

أبو بكر من السماء فيتقطع أحب إليه من أن يخالف أمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

وفي لفظ عن مكحول: أخبرني ثقة عن جابر: " رأيت أبا بكر أتى بطعام

مسته النار قبل صلاة المغرب، فأكل ثم قام فصلى ولم يتوضأ … وفيه: رأيت

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الأول في مثل هذا اليوم أكل في هذا الموضع مما مست النار

قبل صلاة المغرب، ثم صلى ولم يتوضأ، ففعلت كما فعل " (٢) ، قال زيد بن

واقد: فقلت: أخبرك ثقة؟ قال: نعم. ولما رواه البزار من حديث أسير الجمال


= قوله: " برمة " بضم الباء وسكون الراء هي القدر، وجمعها برام- بكسر الباء- قاله الجوهري.
(١) صحيح. رواه مسلم في: ٣- كتاب الحيض (ح/٩٤) .
قوله: " بطن الشاة " البطن: الكبد، وما معها من حشوها.
(٢) سنن الترمذي: (١/١١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>