للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطرف بِن مازن، وفيه كلام، ورواه البزار في مسنده مرفوعا: " إذا أكل

أحدنا طعاما غيرته النّار غسل يده وفاه ثلاث! ". فعد هذا وضوء من حديث

الحسين بن يحيى الخشني، وحاله مختلف فيها؛ فابن معين يوثقه، والنسائي

يأبي ذلك. وأم عامر قالت: " رأيت النبي وهو في مسجد بني عبد الأشهل

أبي يعرف فتعرفه ثم صلى ولم/يتوضأ ". كتبه ابن شيبة في كتاب أخبار

المدنية فقال: ثنا محمد بن خالد، ثنا إبراهيم بن أبي حبة عن داود وعبد

الرحمن بن عبد الرحمن عنها وعبد الله بن عمران النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من

أكل من هذا اللحم شيئا فليغسل يديه " (١) . رواه القاسم في الأوسط من

حديث الوازع بن نافع عن سالم عنه وقال: لم يروه عن سالم إلا الوازع. تفرّد

به المغيرة بن سقلاب. وأم هانئ: " أنه- تعني: النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أكل كتفا،

وصلى ولم يتوضأ " (٢) . رواه أيضا، وفيه أحمد بن علي الأيار، ثنا أميّة عن

يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر قال: زعمت أم

هانئ فذكره. وضباعة: " أنها رأت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل كتفا ثم قام إلى الصلاة

ولم يتوضأ " (٣) . ورواه أيضا فيه من جهة موسى بن خلف عن قتادة عن

إسحاق بن عبد الله عن أم عطية عن أختها ضباعة وقال: لم يروه عن قتادة إلا

موسى بن خلف. تفرد به ابنه خلف العمي، وإسحاق الذي روى عنه قتادة هو

ابن عبد الله بن الحرث بن نوفل، وضباعة هي ابنة الزبير بن عبد المطلب-

رضي الله عنها-. انتهى كلامه. وفيه نظر؛ لما ذكره أبو إسحاق الحربي في

كتاب العلل: رواه قتادة عن أبي الجليل وإسحاق بن عبد الله بن الحرث، وقال


(١) موضوع. ابن القيسراني (٧٢٧) والمجمع (٥/٣٠) وعزاه إلى " أبي يعلى " والطبراني في
" الأوسط "، وفيه الوازع بن نافع، وهو متروك. وتمام لفظ الهيثمي: " من أكل من هذا اللحم
شيئا فليغسل يده من ريح وضره لا يؤذي من حذاءه ".
" والوضر ": الدسم وأثر الطعام.
(٢) صحيح. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (١/٢٥٣) وعزل إلى الطبراني في الكبير "
و" الأوسط "، ورجاله موثقون.
(٣) صحيح. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (١/٢٥٣) وعزاه إلى " أبي يعلى "
و" أحمد "، ورجاله ثقات. ولفظه:
" أنها وضعت إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحما، فانتهش منه، ثم صلى ولم يتوضأ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>