للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زائدة وعبد الحميد الحماني عن الأعمش، ثنا إبراهيم بن مخلد الطائفاني ثنا

عبد الرحمن بن معن، ثنا الأعمش، ثنا أصحاب لنا عن عروة المزني عن عائشة

بهذا الحديث. قال أبو داود:/قال يحيى بن سعيد لرجل: احبك عني أنه

هذين- يعني: حديث الأعمش هذا عن حبيب، وحديثه بهذا الإسناد في

المستحاضة أنها تتوضأ لكل صلاة- قال: حبك عني أنها سبه لا شيء وروى

عن الثوري قال: ما ثنا حبيب إلا عن عروة المزني يعني: لم يحدثهم عن

عروة بن الزبير سيء، وقد روى حمزة الزيات عن حبيب عن عروة بن الزبير

عن عائشة، حدثنا زياد بن العبد واللؤلؤي صحيحا. انتهى كلامه. ولقائل أن

يقول: قول الأعمش ثنا أصحاب لنا لا يقدح في الإسناد الأول؛ لأمرين:

الأول: عبد الرحمن بن معن لا مقام زائدة والحماني ووكيعا، الثاني: يحتمل

أن أصحابه رووه له كما رواه له حبيب، ويكون لحبيب في هذا شيخان إذا

قلنا بصحة إسناد الثاني، قول الثوري: لم يحدثنا حبيب عن ابن الزبير لا يؤثر


ورواه الدارقطني (ص ٥١) من طريق إسماعيل بن موسي أيضا، ورواه كذلك من طريق
محمد بن الحجاج عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش. ورواه (ص ٥٠) من طريق علي بن
هاشم وأبي يحيى الحماني عن الأعمش. وكل هذه الروايات لم يذكر منها نسب عروة، إلا
في رواية أحمد وابن ماجة، فإن فيهما: " عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير ".
وهذا حديث صحيح لا علْة له، وقد علله بعضهم بما لا يطعن في صحته. وقد رواه للترمذي
(ح/٨٦) . وقال الترمذي: " وقد رُوي نحو هذا عن غير واحد من أهل للعلم من أصحاب
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتابعين. وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة، قالوا: ليس في القبلة وضوء.
وقال مالك بن أنس والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق: في القبلة وضوء، وهو قول غير
واحد من أهل للعلم من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتابعين. وإنما ترك أصحابنا حديث عائشة عن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا؛ لأنه لا يصح عندهم؛ لحال الإِسناد.
قال: وسمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني، قال: ضعف يحيى بن
سعيد القطان هذا الحدث جدا، وقال: هو شبه لا شيء.
قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث، وقال: حبيب بن أبي ثابت لم
يسمع من عروة.
وقد روي عن إبراهيم التيمي عن عائشة: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبلها ولم يتوضأ ". وهذا لا يصح
أيضا، ولا نعرف لإِبراهيم التيمي سماعا من عائشة. وليس يصح عن للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الباب شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>