للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في صحة هذا الحديث؛ لأنه الشيخ غالبا لا يروي لأصحابه عن جميع

مشايخه، وقد يخص قوما دون آخرين، وقال أبو عيسى. سمعنا محمد

الضعيف هذا الحديث وقال حبيب بن أبي ثابت: لم يسمع من عروة، وقد

روي عن التيمي عن عائشة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبلها ولم يتوضأ، وهذا لا يصح

أيضا ولا يعرف لإبراهيم سماعا من عائشة وليس يصح في هذا الباب شيء،

قال أبو عيسى: وسمعت أبا بكر العطار يذكر عن ابن المديني قال: ضعف

يحيى بن سعيد هذا الحديث جذا، قال أبو عيسى: وإنما ترك أصحابنا حديث

عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا؛ لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد، وذكر

الدارقطني عن يحيى بن سعيد أنه قال: إنما كان الثوري أعلم الناس بهذا،

وزعم أن حبيبا لم يسمع من عروة شيئا، وبنحوه ذكره الإمام أحمد بن حنبل

ويحيى بن معين والحافظان؛ أبو بكر البيهقي، وأبو الحسن بن القطان، وأبو

الفرج ابن الجوزي وابن سرور والمقدسي واستناد ابن حزم إلى عدم صحته،

وفي كتاب الخلال: سئل أبو عبد الله عن حديث عائشة/في القبلة؛ فقال: هو

غلط، وفي كتاب الميمون: قال أبو عبد الله: هذا الحديث مقلوب على

حديث عائشة قيل: وهو صائم وهو هذا الحديث بعينه، يرويه هشام بن عروة

عن أبيه عن عائشة قلت: فمن أين؟ أليس حبيب صالح الحديث؟! قال: بلى

ولكن لا أعلم أحدا روى عن حبيب عن عروة شيئا إلا هذا الحديث،

وحديث آخر يرويه الأعمش، وفي كتاب العلل لابن أبي حاتم: وسمعت أبي

يقول: لم يصح حديث عائشة في ترك الوضوء من القبلة- يعني: حديث

الأعمش عن حبيب عن عروة- وسئل أبو زرعة عن الوضوء من القبلة؛ فقال:

إن لم يصح حديث عائشة قلت به، وأشار البغوي في شرح السنة إلى ضعفه،

وقال الشافعي: ليس بمحفوظ من قبل أن عروة إنما روى: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قبلها صائما " (١) . وقال البيهقي في المعرفة: والصحيح رواية عروة والقاسم بن


(١) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (١/٨٨) ومسلم في (المقدمة باب " ٦ " رقم " ٣٢ ") وأبو داود
(٢٣٨٦) وأحمد (٦/٣٩، ١٢٣، ٢٣٤، ٢٨٠، ٢٩١، ٣١٠، ٣١٨) وأبو عوانة، والدارقطني (١/
١٤٢) والحميدي (١٩٧) وشفع، وشرح السنة (٦/٢٧٨) والتمهيد (٥/١٢٣) ومعاني (٢/٩٠، ٩١)
والمشكاة (٢٠٠٥) والفتح (٤/١٥٢) والطبري (٥/٦٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>