للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد وعلي بن الحسن وعلقمة والأسود ومسروق وعمرو بن ميمون عن

عائشة: " كان- عليه السلام- يقبل وهو صائم ". وحديث حبيب

معلول (١) . وقال في الخلافيات: أشبه فساده على ليث ممن ليس الحديث من

بابه وقرأهُ إسنادا صحيحا، وهو فاسد من وجهين: الأول: الانقطاع، والثاني:

عروة هو ابن الزبير إنما هو شيخ يحتمل يعرف بالمدني، وقال عباس بن محمد

الدوري: قلت لابن معين: حبيب ثبت؟ قال: نعم، إنما روى حديثين أظن

يحيى يريد منكرين الحديث: " تصلي الحائض وإن قطر الدم على

الحصير " (٢) ، وحديث القبلة، وفي مسائل حرب بن إسماعيل الحنظلي

الكرماني: وسمعت إسحاق- يعني: ابن راهويه- لما ذكر حديث حبيب عن

عروة- يعني هذا- قال: هذه الرواية ليست بصحيحة لما فطن أن حبيبا لم

يسمع من عروة، وإنما بلغه عنه، ويروى عن هشام عن أبيه خلاف ذلك وهذا

أعظم الدلالة في ذلك. انتهى كلامه. وفيه نظر، لما نذكر بعد من رواية هشام

عن أبيه/لرواية حبيب، والله تعالى أعلم.

وقال أبو جعفر البخاري في كتاب الناسخ والمنسوخ، وذكر حديثا فيه

حبيب هذا حديث فيه غير علله منها أن حبيب بن أبي ثابت على محلة لا

يقوم لحديثه حجة لمذهبه، وكان مذهبه أنه قال: لو حدثني رجل عنك

بحديث ثم حدثت به عنك لكنت صادقا، ومنها أنه روِى عن عروة عن

عائشة: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ "، وقال أبو

عمر بن عبد البر هذا حديث معلول (٣) عندهم؛ فمنهم من قال: لم يسمع

حبيب من عروة، ومنهم من قال: ليس هو عروة بن الزبير، وضعفوا هذا

الحديث ورفعوه، قال: وصححه الكوفيون وبيّنوه لرواية الثقات من أئمة


وابن كثير (٢/٢٧٨) وابن عساكر في " التاريخ " (٢/٢٢٩٩) .
(١) قوله: " معلول " ورد " بالأصل ": " مقلوب "، وكذا أثبتناه من " الثانية ".
(٢) موضوع. رواه أحمد (٦/١٣٧) ونصب الراية (١/٢٠٠) وللدارقطني (١/٢١٢) بلفظ:
" تصلي المستحاضة ولو قطر الدم على الحصير ".
(٣) قوله: " معلول " ورد " بالأصل ": " مقلوب "، وهو تصحيف، والصحيح ما أثبتناه من
" الثانية ".

<<  <  ج: ص:  >  >>