للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه إلا ابن أبي ثابت، أخذ من إسناد حديثه المذكور عند ابن أبي داود، ولو

روى عنه ما وصفناه يخرج عن الجهالة التي لم تزايله فيما ذكره غير واحد من

المؤرخين والله تعالى أعلم.

وأيضا فقد رواه عن عائشة جماعة غير عروة نذكر منه ما تيسر؛ فمن

ذلك: رواية عطاء عنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان يقبل بعض نسائه ولا يتوضأ ".

رواه البزار (١) في مسنده عن إسماعيل بن يعقوب بن صبيح بن محمد بن

موسى بن أعين حدثني أبي عن عبد الكريم الخرزي عنه، وقال: هذا الحديث لا

نعلمه يروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من رواية عائشة، ولا نعلمه يروى عن عائشة

إلا من حديث حبيب/عن عروة ومن حديث عبد الكريم عن عطاء عنها،

وقال في موضع آخر: وهذا الحديث إسناده حسن، وهو معروف من حديث

عبد الكريم، ومحمد بن موسى ليس به بأس، قد احتمل حديثه أهل العلم، ولا

نعلم فيه مطعنا يوجب التوقف عن حديثه، وسائر الرجال ليستعين بشهرتهم

عن صفاتهم، وإسماعيل أبي بيان رجل ثقة مشهور، وقد رواه خطاب بن

القاسم قاضي حران، وكان مشهورا أيضا عن عبد الكريم. انتهى كلامه. وفيه

نظر؛ لما نذكره بعد- إن شاء الله تعالى-، ولما ذكر أبو محمد الإشبيلي هذا

الحديث قال: موسى بن أعين، يعد مشهورا وابنه مشهور روى له البخاري، ولا

أعلم لهذا الحديث علّة توجب تركه، ولا أعلم فيه مهما تقدم أكثر من قول

يحيى بن معين حديث عبد الكريم عن عطاء حديث روى لأنه غير محفوظ،

قال أبو محمد: انفراد الثقة بالحديث لا يغيره فإما أن يكون قبل نزول الآية

وإما أن يكون الملامسة الجماع كما قال ابن عباس: ولما رواه الدارقطني من

جهة جندب بن والق ثنا عبيد الله عن غالب عن عطاء قال: غالب هو ابن

عبد الله، متروك. وقال صاحب الذخيرة: هذا حديث لا يصح لأنّ غالبا

يفهم بالموضع، قال أبو الحسن بن عثمان بن أحمد الدقّاق بن محمد بن


(١) بألفاظ متقاربة. رواه الدارقطني (١/١٣٥، ١٣٧، ١٤٢) وابن عساكر في " للتاريخ "
(١/٣٩٧) والبزار والمجمع (١/٢٧٤) من حديث أم سلمة وعزاه إلى الطبراني في " الأوسط "
وفيه يزيد بن سنان الرهاوي ضعفه أحمد ويحيى وابن للديني، ووثقه البخاري وأبو حاتم، وثبته
مروان بن معاوية، وبقية رجاله موثقون.

<<  <  ج: ص:  >  >>