عائشة، وقد سبق كلام البخاري فيه، وقال الدارقطني: لم يروه عن إبراهيم
غير أبي روق عطية بن الحرث، ولا نعلم حدث به غير الثوري وأبي حنيفة من
حديث يحيى بن نظر وصاحب عنه واختلفا فيه فأسنده الثوري عن عائشة،
وأبو حنيفة عن حفصة، وكلاهما أرسله، وإبراهيم لم يسمع من عائشة ولا من
حفصة ولا أدرك زمانهما، وفيه نظر؛ لما علم أن مولده على ما ذكره البيهقي
سنة خمسين، وتوفيت حفصة سنة إحدى وأربعين على ما قاله أبو معشر وابن
أبي خيثمة، وعائشة كانت وفاتها سنة سبع- أو ثمان- وخمسين، والله أعلم.
وقال ابن حزم: هذا الخبر لا يصح؛ لضعف أبي روق/وقال أبو عمر: هو
مرسل لاختلاف فيه، وفي موضع آخر: لم يروه غير أبي روق، وليس فيما
انفرد به حجة، وقال النسائي: إبراهيم لم يسمع من عائشة، وليس في هذا
الباب أحسن من هذا الحديث وإن كان مرسل، وفي الخلافيات: هو فاسد
من وجهين؛ الأول: الإرسال، والثاني: أبو روق لا يقوم به حجة. أما قول
عمر: وليس فيما انفرد به حجة ترد قوله في كتاب الاستمناء هو عندهم
صدوق ليس به بأس، صالح الحديث، وفي موضع آخر: وقال الكوفيون: هو
ثقة لم يذكره أحد يخرجه، وقال أحمد: ليس به بأس، وقال أبو حاتم الرازي:
صدوق، وذكره أبو حاتم في كتاب الثقات.
وأما إجماعهم على إرساله فليس كذلك؛ لما ذكره أبو الحسن في سننه
مسندا من طرق صحيحة، فقال: ورواه معاوية بن هشام- يعني: المخرج
حديثه في صحيح مسلم- عن الثوري عن أبي روق عن إبراهيم عن أبيه-
يعني: المخرج حديثه في الصحيحين- عنها فوصل إسناده واختلف عنه في
لفظه؛ فقال عثمان بن أبي شيب فيما ثناه البغوي عنه بهذا الإسناد: " أن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقبل وهو صائم "، وقال غيره: " كان يقبل ولا يتوضأ ".
ولما ذكر البيهقي هذا في المعرفة قال معاوية لي: قويا لم يُرد على ذلك، وليس
به علة ترد به هذا لما أسلفناه، والله تعالى أعلم.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة نا محمد بن فضيل عن حجاج عن عمرو بن
شعيب عن زينب السهمية عن عائشة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان يتوضأ ثم