للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقبل ويصلي ولا يتوضأ، وربما فعله بي " (١) . هذا حديث قال ابن أبي حاتم:

سألت أبي وأبا زرعة عنه فقالا: الحجاج يدلس في حديث الضعفاء، ولا يحتج

بحديثه، وقال أبو الحسن: زينب هذه مجهولة ولا يقوم بها حجة، ونحوه قاله

أبو/عمر في الاستذكار، وقال الحاكم: أبو عبد الله فيما ذكره عند البيهقي في

الخلافيات: هذا الإسناد لا يقوم به حجة؛ حجاج على جلالة قدره غير مذكور

في الصحيح، وزينب ليس لها ذكر في حديث آخر ولا أبو بكر.

وقد رواه ابن فضيل الأوزاعي عن عمرو عنها، وقد قيل: عن عمرو عن

أبيه عن جدّه مرفوعا: " كان يقبل ولا يحدث وضوءا " (٢) . رواه العوفي عنه،

وهو متروك. انتهى كلامه. وفيه بيان لصحة الحديث المذكور حيث قال: ورواه

الأوزاعي عن عمر، ويخرج حجّاج من أن يكون علة له على قول من أعلّه

به، وعلى التقدير أن يكون ثقة كان حديثه عن عمرو منقطعا، قال ابن

المبارك: ولم يبق إلا النظر في حال زينب فقط؛ هل كما قيل: مجهولة، أم لا،

فنظرنا فإذا أبو حاتم البستي ذكرها في كتاب الثقات؛ فزال عنها- بحمد

الله- اسم الجهالة، وصح حديثها على هذا لما أسلفنا من متابعات وشواهد،

والله تعالى أعلم.

وأما قول البزّار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن غير عائشة، ففيه نظر؛

لما ذكره أبو القاسم في الأوسط من حديث أبي علي الحنفي عن زفر بن

الهذيل عن ليث بن أبي سليم عن ثابت بن عبيد عن أبي مسعود الأنصاري:

أن رجلا أقبل إلى الصلاة، فاستقلب امرأته، فأكبّ عليها فناولها، فأتى النبي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر ذلك له، فلم يأمره بالوضوء، ولم يروه عن زفر إلا أبو علي. ولما


(١) ضعيف. رواه ابن ماجة (ح/ ٥٠٣) وأحمد في " المسند " (٦/٦٢) والكنز (١٧٨٥٥) .
في الزوائد: في إسناده حجاج بن أرطاة، وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة. وزينب، قال فيها
الدارقطني: لا تقوم بها حجة. قلت: فهي مجهولة.
وضعفه الشيخ الألباني. انظر: ضعيف ابن ماجة (ح/ ١١٢) .
(٢) موضوع. جامع مسانيد أبي حنيفة (١/٤٢٧) وابن القيسراني (٥٥٤) بلفظ: " كان
يقبل ولا يعيد الوضوء ".

<<  <  ج: ص:  >  >>