عبرة بقول الشارح: " تفرد به محمد بن إسحاق، وهو مدلس، ورواه عن حميد معنعنا " فإن ابن إسحاق ثقة حجة جليل القدر، ومن تكلّم فيه فلم يصنع شيئا. قال شعبة: " محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث "، وقال أبو زرعة الدمشقي: " ابن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه، وقد أختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا ". (١) رواه الترمذي (ح / ٦١) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقال أيضا: وروى هذا الحديث ابن قادم عن سفيان الثوري، وزاد فيه: " توضأ مرة مرة ". ورواه مسلم (٩١١١) وأبو داود (١/ ٦٦- ٦٧) والنسائي (١/ ٣٢-٣٣) كلهم من طريق سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد. ورواه ابن ماجة (٩٥١١) من طريق وكيع عن الثوري عن محارب بن دثار عن سليمان بن بريدة عن أبيه. (٢) وخلاصة البحث فيما تعرض له الترمذي من أسانيد هذا الحديث: أن سفيان الثوري رواه عن شيخين: أحدهما علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعا موصولا، وهذا لم يختلف فيه الرواة عن الثوري أنه موصول. والشيخ الثاني للثوري: محارب بن دثار عن سليمان بن بريدة، ولكن الرواة عن الثوري اختلفوا فيه؛ فبعضهم يقول: عن سليمان بن بريدة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا مرسل؛ لأن سليمان ليس صحابيا، وبعضهم يقول:=