للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث وكيع، وقال ابن أبي حاتم في كتاب العلل: سئل أبو زرعة عن

حديث رواه أبو نعيم عن سفيان عن محارب عن سليمان بن بريدة عن النبي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أنه صلى خمس صلوات بوضوء واحد "، ورواه وكيع- يعني:

مسندا- فقال أبو زرعة: حديث/أبي نعيم أصح. انتهى. وفيه أن وكيعا تفرد

برفعه، وليس كذلك لمتابعة المعتمر بن سليمان له. ذكر ذلك البزار في مسنده

إثر روايته عن سلمة بن شعيب ثنا عبيد الله بن موسى ثنا سفيان عن علقمة بن

مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه، ومن هذه الطريق رواه مسلم (١) في

صحيحه عن ابن نمير ثنا أبي ثنا سفيان ولفظه: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى

الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد، ومسح على خفيه "، فقال له عمر: لقد

صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه، قال: عمدا صنعته يا عمر ". قال البزار: ثنا

علي بن الحسين الدرهمي ثنا المعتمر بن سليمان ثنا سفيان عن محارب بن

دينار عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه، وقال الحافظ أبو علي

الجياني- رحمه الله- في كتابه تقييد المهمل: وروى هذا الحديث وكيع

ومعتمر وغيرهما عن الثوري عن محارب عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما رواه علقمة بن يزيد، والله أعلم.

وأما قول الحاكم في المستدرك (٢) : اتفقا على حديث علقمة عن سليمان بن

يزيد عن أبيه: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتوضأ لكل صلاة ". فقول لا أعلم له فيه

سلفا ولا رأيت أحدا، قال ابن سليمان: اتفقا على حديثه، وممن نص على

أنه من أفراد مسلم هو في كتاب المدخل قال: ذكر من اتفقا عليه فمن أبيه

سليمان فذكر جماعة ثم قال: وأخرج مسلم وحده سليمان بن بريدة، ثم ذكر


= عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعا، وهذا متصل، والذي رواه عن الثوري هكذا هو
وكيع، وروايته عن ابن ماجة، وهذه الرواية جعلها الترمذي مرجوحة، ورأى أن رواية من رواه عن الثوري عن محارب عن سليمان مرسلا أصح. ولسنا نوافقه على ذلك؛ لأن الحديث
معروف عن سليمان عن أبيه، ووكيع ثقة حافظ، فالظاهر أن الثوري كان تارة يروي الحديث
عن محارب موصولا، كما رواه عنه وكيع، وتارة مرسلا، كما رواه عنه غيره.
(١) انظر: الحاشية قبل السابقة.
وراجع: ابن خزيمة (١٣، ١٤) وعبد الرزاق (١٥٧) والمشكاة (٤٢٥) والكنز (٢٧٠٣٢) .
(٢) قوله: " المستدرك " وردت في " الأولى " غير واضحة، وكذا أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>