جماعة-. والله أعلم- اللهم إلا لو قال: اتفقا على حديث علقمة عن ابن
بريدة، لكان صوابا للاختلاف الآتي بعد في ابن بريدة هذا من هو؟ وأن
بعضهم سماه عبد الله.
حدثنا إسماعيل بن ثوبة ثنا زياد بن عبد الله ثنا الفضل بن معشر قال:
" رأيت جابر بن عبد الله يصلي الصلوات بوضوء واحد. فقلت: ما هذا؟
فقال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنع هذا، فأنا أصنع كما صنع رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". وهذا حديث ذكره الثعلبي في تفسيره بزيادة: " فإن بال أو أحدث/
توضأ ومسح بفضل طهوره الخفين "، فقلت: الحديث وإسناده صحيح على
رأي أبي حاتم بن حبان لتوثيقه الفعل، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وزياد
خرج حديثه في الصحيح، وإسماعيل قال أبو حاتم الرازي: صدوق، وفي
الباب غير ما حديث؛ منها حديث عبد الله بن حنطلة بن أبي عامر الغسل:
" أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أمر بالوضوء عند كل صلاة طاهرا كان أو غير
طاهر، فلما شق ذلك على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بالسواك عند كل صلاة،
ووضع عنه الوضوء إلا من حدث، فكان ابن عمر يرى أن به قوة على ذلك
ففعله حتى مات ". رواه الحافظ أبو بكر بن خزيمة في صحيحه (١) عن
محمد بن منصور أبو جعفر ومحمد بن شوكة البغدادين قال: ثنا يعقوب-
وهو بن إبراهيم بن سعد- ثنا أبي عن ابن إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن
حبان الأنصاري ثم المازني عن عبيد الله بن عبد الله بن عمرو ثنا محمد بن
يحيى بن حبان عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال: فلت له: أرأيت وضوء
عبد الله بن عمر لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر؟ عن من هو؟ فقال
حديثه: أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة فذكره، وفي
آخره: هذا حديث يعقوب بن إبراهيم غير أن محمد بن منصور قال: " فكان
يفعله حتى مات "، ولما رواه داود عن أحمد بن خالد ثنا بن إسحاق، ولما
ذكره ابن أبي حاتم (٢) في كتابه حسنه به، قال إبراهيم بن سعد: رواه عن ابن
(١) قلت: وقد سقطت بعض الكلمات من " ألفاظ " هذا الحديث، وصححناه من مصدرين:
الأول: صحيح ابن خزيمة. الثاني: من النسخة الثانية التي عليها التصحيح.
(٢) قوله: " حاتم " وردت في " الأولى، والثانية " " حبان " والصحيح " حاتم " كما أثبتناه.