طلق إلا هذا الحديث، وعيسى بن حطان الذي روى عنه هذا الحديث رجل
مجهول فقلت له: أتعرف هذا الحديث الذي روى علي بن طلق من حديث
طلق بن علي فقال: لا، وقال في الجامع، وذكره في مسند علي بن طلق: هو
حديث حسن، وسمعت محمدا يقول: لا أعرف لعلي بن طلق هذا غير هذا
الحديث، ولا أعرف هذا من حديث طلق بن علي، فكأنه رأى أنّ هذا رجل
آخر من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفى كتاب أبي عبيد قال على: هذا لا أراه علىّ
ابن أبي طالب إنما هو عندنا/علي بن طلق؛ لأنه حديثه المعروف، وكان رجلا
من بني حنيفة اليمامة، وأحسبه والد طلق بن علي الذي سأل عن مسّ الذكر.
انتهى كلامه. وفيه ردّ لما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل- رحمه الله
تعالى- وتبعه على ذلك الحافظ البستي بذكره له في مسند علي بن طلق
بلفظ: " إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف، ثم ليتوضأ وليعد صلاته، ولا
تأتوا النساء في أدبارهن ". قال أبو حاتم: لم يقل: وليعد من صحيحه صلاته
إلا جرير بن عبد الحميد، ولفظ أبي مسعود عن عاصم أنه يخرج من أحدنا
الرويحة وفى الماء قلة، وخالف البخاري في عيسى؛ فزعم أنه ثقة، وقال غيره:
روى عنه أيضا محمد بن مجادة ويزيد بن عياض وعلي بن زيد وعبد الملك
بن مسلم الحنفي فقد انتفت عنه الجهالتان العينية والحالية، والله أعلم.
ولما ذكر أبو جعفر بن منيع هذا في مسند علي بن طلق وصل بينهما
فجعلها حديثين، وممن ذكره أيضا في مسند علي بن طلق اليمامي؛ أبو
عبد الرحمن النسائي وأبو مسلم الكجي في سننه وأبو الحسين بن قانع-
رحمهم الله تعالى- وحديث عمر بن الخطاب، ذكر منها أنه سأل أبا عبد الله
عن قوم كانوا جلوسا فوجدوا ريحا فقال: كان عمر جالسا في أصحابه ومعه
الناس ففسي بعض القوم- يعني: أحدث- فأمرهم عمر أن يعيدوا الوضوء،
فقلت له: إنهم يروونه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا قال: يقم صاحب هذه الريح،
فتلكأ القوم، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قوموا كلكم فتوضؤوا " (١) . فقال أحمد: ليس
هذا صحيحا، إنما يرويه الأوزاعي عن واصل بن أبي جميل عن مجاهد،
(١) قل: " فتوضؤوا " غير واضحة " بالأصل "، وكذا أثبتناه.