عباد فصح القولان جميعا عن أبي أسامة، وصح أن الوليد رواه عن محمد بن
جعفر وعن محمد بن عباد جميعا، فكان أبو أسامة يحدّث به عن الوليد عن
محمد بن جعفر، ومرّة يحدث به عن الوليد عن محمد بن عباد، وحكى
البيهقي في المعرفة عن إسناد أبي عبد الله أنه كان يقول: الحديث محفْوظ
عنهما جميعا- أعني: عن عبيد الله وعبد الله وكلاهما عن أبيه- قال: وإليه
ذهب كثير من أهل الرواية، وهو خلاف ما يقتضيه لكلام أبي زرعة فيما
حكاه عنه عبد الرحمن حين قال في العلل: سألت أبا زرعة عن حديث ابن
إسحاق عن أبي جعفر قلت: إنه يقول: عبيد الله بن عبد الله، ورواه الوليد بن
كثير عن محمد بن جعفر عن عبد الله ابن عبد الله قال ابن إسحاق: ليس
يمكن أن يقضى له فكتب: ما حال محمد ابن جعفر؟ قال: صدوق، وإلى
هذا يذكره في ترجمته فقط، وخالف ذلك إسحاق بن إبراهيم فيما حكاه أبوه
في المعرفة فيه غلط أبو أسامة في عبد الله إنّما هو عبيد الله بن عبد الله، ولما
خرجه الحاكم في مستدركه من حديث أبي أسامة عن الوليد عن محمد بن
جعفر قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا جميعا
بجميع رواته، ولم يخرجاه، وأظنهما- والله أعلم- لم يخرجاه بخلاف فيه
عن أبي أسامة، فذكر حديثه عن الوليد عن محمد بن عباد قال: وهكذا رواه
الشّافعي في المبسوط عن الثقة، وهو أبو أسامة بلا شك فيه، وهذا خلاف لا
يوهن هذا الحديث، وإنِّما قرنه أبو أسامة إلى محمد بن جعفر ثم حدّث به مرة
عن هذا ومرّة عن هذا، والدّليل عليه حديث شعيب بن أيوب: ثنا أبو أسامة
عن/محمد بن جعفر ومحمد بن عباد به فقد صح، ويثبت بهذه الرواية صحة
الحديث، وظهر أنّ أبا أسامة ساق الحديث عنهما جميعا فإنّ شعيب بن أيوب
ثقة مأمون، وكذلك الطريق إليه، وقد تابع الوليد على روايته عن محمد بن
جعفر محمد بن إسحاق قال: وهكذا رواه الثوري، وزائدة بن قدامة وحماد
بن سلمة وإبراهيم بن سعد وابن المبارك ويزيد بن زريع وسعيد بن زيد- أخي
حماد بن زيد- وأبو معاوية وعنده مما ذكر ما قاله البيهقي عنه، وقال
البيهقي: هذا إسناد صحيح موصول، وصححه أيضا الحافظ الفارسي، وخرجه
ابن الجارود في منتقاه من حديث محمد بن عباد ومحمد بن جعفر وعبد الله