يكن، ولما ذكره الساجي في كتاب الضعفاء ذكر عن ابن معين أنه كانت
عنده مناكير: حدثنى أحمد بن محمد ثنا الهيثم بن خالد قال: كنت مع
رشدين في غرفة له وكان لها منظرة إلى بعد، فأقبل شاب فقال رشدين: ترى
هذا المقبل؟ قلت: نعم، قال هذا ابني، وهو أعلم الناس بلعب الشطرنج ما
يلاعبه أحد قال: فرأيته فرحا بذلك، ولما ذكر أبو حاتم هذا في كتاب العلل
قال فوصله رشدين وليس بقوي، والصحيح: مرسل، وقال الخليل: ضعفوه
ولم يتفقوا عليه، وابنه حجاج أمثل منه، وذكره في الضعف أبو العرب
والعقيلي والبلخي، وقال الحربي: غيره أوثق منه، وقال البزار: لم يكن بالمعتمد،
وقال عبد الحق: هو ضعيف عندهم، وفى ما قاله نظر؛ لأنه روى عن راشد
عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا بسند. جيد ثنا بذلك الإمام أبو المحاسن بن محمد
الكردي أنبأ بن خليل أبو إسحاق إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن المسلم، ثنا علي
بن الحسنى الواديني، ثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن جعفر المؤذن، ثنا أبو
بكر عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي، ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، ثنا
عيسى بن يونس، ثنا الأحوص عن راشد بن سعد قال/عليه الصلاة والسلام:
" الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه أو طعمه ". وقال أبو الحسن
الدارقطني: إنما يصح هذا من قول رشدين بن سعد، وقال في موضع آخر: لم
يرفعه غير رشدين، وفى المعرفة: قال الشافعي: وما قلت من أنه إذا تغير طعم
الماء وريحه ولونه كان نجسا يروى عن النبي من وجه، لا يثبت أهل الحديث
مثله، وهو قول العامة لا أعلم بينهم فيه خلافا، وقال أبو القاسم في المعجم
الأوسط: لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن صالح إلا رشدين. تفرد به
محمد بن يوسف، وفيه نظر؛ لما تقدّم من رواية مروان عنه به، ورواه البيهقي
عن إسناده ابن البيع عن أبي الوليد العقبة عن جعفر الحافظ عن أبي الأزهر عن
مروان بسنده أنّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إذ كان الماء قلتين لم ينجسه شيء، إلا ما
غلب على ريحه أو طعمه "، وقال: كذا أوجدته، ولفظ القلتين فيه غريب،
ورواه أيضا إسناده عن أبي الوليد عن الساماني عن عطية بن بقية بن الوليد
عن أبيه عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعدية بزيادة: " طعمه أو لونه بنجاسة
يحدث فيها "، ثم قال: والحديث غير قوى إلا أنا لا نعلم في نجاسة الماء إذا