للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عبد الله جاء أعرابي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيخ كبير فقال: " يا محمد متى

الساعة، قال: وما أعددت لها؟ قال: والذي بعثك بالحق ما أعددت لها من

كثير صلاة ولا صيام إلا أنّى أحب الله ورسوله، قال: إنك مع من أحببت "

قال: فذهب الشيخ فأخذه بوله في المسجد فمر عليه الناس فأقاموه فقال النبي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دعوه عسى أن يكون من أهل الجنة فصبوا على بوله الماء " (١) . رواه

عن المحاملي ثنا يوسف بن موسى ثنا أحمد بن عبد الله ثنا ابن عباس به وقال

الخطابي: وليس في حديث أبي هريرة ولا في خبر متصل ذكر الحفر مكان،

ولا ينقل التراب وإن سلم الحنفيون للإمام أحمد وغيره قوله فإن لهم حديثا

إسناده على رسم الشيخين، رواه أبو داود (٢) في كتاب السنن فقال: حدثنا

موسى بن إسماعيل ثنا جرير بن حاز قال: سمعت عبد الملك بن عمير

يحدث عن عبد الله/بن معقل بن مقرن قال: قام أعرابي إلى زاوية من زوايا

المسجد فانكشف فبال فيها فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خذوا ما بال عليه من التراب

فألقوه وأهريقوا على مكانه ماء ". قال: هذا مرسل، وابن معقل لم يدرك النبي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي ذلك عليه الحافظ ابن فتحون فذكر أنّ له صحبة في كتابه

المستدرك على ابن عبد البر ولئن سألنا لأبي داود قوله، وكذا قول ابن ميمون

فيكون مرسلا صحيحا، والمرسل معمول به عندهم، والله أعلم.

وذكره عبد الرزاق عن طاوس، وقد تقدّم كلام أبي الحسن عن ابن عينية

عن عمرو بن دينار عن طاوس مرسلا مثلا، والاصطلاح: إذا عارض مرسلان

صحيحان حديثا صحيحا مسندا كان العمل بالمرسل أولى فكيف مع عدم

المعارضة. حدثنا محمد بن يحيى: هو عندنا ابن أبي حميد ثنا أبو المليح


(١) صحيح. رواه ابن ماجة في: ١- كتاب الطهارة، ٧٨- باب الأرض يصيبها البول،
(ح/٥٣٠) .
في الزوائد: إسناد حديث وائلة بن الأسقع ضعيف لاتفاقهم على ضعف عبد الله الهذلي. قال
الحاكم: يروى عن أبي المليح عجائب. وقال البخاري: منكر الحديث. وصححه الشيخ
الألباني.
(٢) ضعيف. رواه أبو داود في: ١- كتاب الطهارة، ١٣٦- باب الأرض يصبها البول،
(ح/٣٨١) . قال أبو داود: وهو مرسل. ابن معقل لم يدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>