للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا أصح، ولما ذكره أبو محمد بن حزم ضعفه، وقال: أخطأ فيه الوليد في

موضعين، ثم ذكر ما تقدّم من كلام الأئمة ثم قال: فصح أن ثورا لم يسمعه

عن رجاء وأنه مرسل لم يذكر فيه المغيرة، وقال أبو عمر بن عبد البرّ: لم

يسمع ثور هذا الحديث من رجاء،/وقد ذكر ابن الجوزي في كتاب التحقيق

أن الوليد دلّس هذا مجموع ما أعلّ به، ولقائل أن يقول الحديث الذي

ذكره الدارقطني يرد قول من قال عن ثور حديث عن رجاء؛ لكونه صرح به

وهو ثقة، بسماعه لهذا الحديث من رجاء وهو قوله: ثنا عبد الله بن محمد ثنا

داود بن رشيد عن الوليد عن ثور ثنا رجاء به، وبما عضده من قول العلماء أنه

سمع منه، وأمّا من أعله بالتدليس فقوله مردود بما رواه أبو داود في سننه: ثنا

موسى بن مروان ومحمد بن خالد الدمشقي المعنى قال: ثنا الوليد قال

محمود: أنبأ ثور بن يزيد عن رجاء به، وكذا صرّح به أيضاً الترمذي في

كتاب العلل، وأمّا من أعله بالجهالة بكاتب المغيرة واسمه فليس بشيء أيضاً؛ لما

في كتاب ابن ماجة من تصريحه باسمه، ولما أسلفناه من عند البخاري، وأيضا

وليس معروفا بكتابته غيره وهو ممن لا يسأل عن حاله، وأمّا قول الحافظ

القشيري بأنّ هذه العلّة أثارها بعض المتأخرين: فنسبه أنه لم ير كلام الشّافعي؛

لأن أبا نعيم ذكره في بابه ومن أسلفناه من المتقدمين، والله أعلم، فعلى هذا

يكون حديثا لا بأس به؛ بل لو صحح إسناده لكان بذلك جديرا على أنا قد

رأينا لنا في ذلك سلفا وقدوه، وهو أبو محمد بن الجارود يذكره له في منتقاه،

وقد ذكر الشيخ جمال الدين المزي له إسنادا آخر فقال: ورواه إسماعيل بن

إبراهيم بن مهاجر عن عبد الملك عمير عن وراد، وفي باب كيفية المسح

أحاديث فمن ذلك حديث المغيرة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان يمسح على ظهر

الخفين ". ذكره الترمذي (١) وحسنه، وفي حديث علي: " لو كان الدين


صرح به ابن ماجة، وكنيته أبو سعيد. روى عنه الشعبي وغيره.
وضعفه الشّيخ الألباني. انظر: ضعيف ابن ماجة (ح/١٢٠) ، وأبو داود (ح/٢٢) ، والمشكاة (٥٢١) .
(١) حسن. رواه الترمذي في: أبواب الطهارة، ٧٣- باب ما جاء في المسح على أعلى
الخفين وظاهرهما. (ح/٩٨) وقال: " حديث المغيرة حديث حسن ".
ويؤيد ذلك النووي في المجموع (١/١٥٧) وابن العربي في شرح الترمذي (١/١٤٦) =

<<  <  ج: ص:  >  >>