معهم ماء؛ فأنزل الله تعالى رخصة التطهير بالصعيد الطيّب، فقام المسلمون مع
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضربوا بأيديهم الأرض ثم رفعوا أيديهم ولم ينفضوا من
التراب شيئا فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب ومن بطون أيديهم إلى
الأباط ". قال أبو داود: زاد ابن يحيى في حديثه عن ابن شهاب ولا يعتبر
الناس هذا، قال أبو داود: وكذلك رواه ابن إسحاق- يعني: عن الزهري-
قال فيه: عن ابن عباس، وذكر ضربتين كما ذكره يونس ورواه معمر ضربتين،
وقال مالك: عن الزهري عن عبيد الله عن أبيه عن عمار، وكذلك قال أبو
أوس وشك فيه ابن عيينة قال مرة: عن عبيد الله عن أبيه أو عن عبد الله بن
عباس: اضطرب فيه. ومرة قال: عن أبيه. ومرة قال: عن ابن عباس اضطرب
فيه وفي سماعه من الزهري شك، ولم يذكر أحد منهم الضربتين من جهة
يونس عن ابن شهاب عن عبد الله عن عمار بلفظ: " فأمر المسلمين فضربوا
بأكفهم التراب ولم ينقضوا من التراب شيئا فمسحوا وجوههم مسحة واحدة،
ثم عادوا فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى فمسحوا أيدهم ". وفي قول أبي
داود: ولم يذكر أحد منهم- يعني: من الرواة عن الزهري- إلا من سمت
نظر؛ لأن ابن أبي ذئب رواه عنه، كذلك أنبأ بحديثه أبو العباس أحمد بن
وهب الشافعي أنبأ أبو الحسن بن سلامة أنبأ أحمد بن محمد البصري أنبأ
القاسم بن أحمد الأصبهاني أنبأ الحافظ أبو بكر بن مردويه ثنا عبد الله بن
إسحاق البغوي ثنا أحمد بن ملاعب ثنا عبد الصمد بن النعمان ثنا ابن أبي
ذئب به، وفي كتاب اللخمي قال سفيان: فرأيت إسماعيل بن أمية جاء
إلى الزهري فسأله عن هذا الحديث فأبا أن يحدثه، وقال: لم أسمعه إلا من
عبيد الله بن عبد الله فانظروا هل تجدونه من جانب آخر، ولما سأل ابن أبي
حاتم أباه وأبا زرعة عن حديث صالح بن كيسان وعبد الرحمن بن إسحاق
عن الزهري عن عبد الله عن ابن عباس عن عمار/في التيمم فقالا: هذا خطأ
رواه مالك وابن عيينة عن الزهري عن عبد الله عن أبيه عن عمار وهو
الصحيح، وهما أحفظ، قلت: قد رواه يونس وعقيل وابن أبي ذئب عن
الزهري عن عبيد الله عن عمار وهم أصحاب الكتب فقال مالك: صاحب
كتاب وصاحب حفظ، وأما ما زعمه ابن عساكر والمزي من أن ابن ماجة