للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجلسنا بين يديه أنا وصاحبي فسألناه، فقال: هل التزمتم من صلاتي الليلة

شيئا؟ قلنا: نعم. سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة حتى ظننا أنّك قد

قبضت فيها. فقال: إنى أعطيت فيها خمسا لم يعطهن نبي/قبلي … " فذكر

الحديث وفيه: " وأعطيت دعوة ادخرتها شفاعة لأمتي " (١) .

رواه من حديث حازم بن خزيمة عن مجاهد عنه، قال: وتابعه على هذا

مزاحم بن زفر عن مجاهد عنه مختصرا، ورواه أيضا من حديث ابن أحمد بن

زفر عن مجاهد عن أبي سعيد بنحوه مختصرا، وذكر أيضا حديث حذيفة قال

عليه الصلاة والسلام: " فضلنا على الناس بثلاث: جعلت لنا الأرض مسجدا

وجعلت تربتها لنا طهورا "، رواه مسلم (٢) في صحيحه وحديث ابن عباس

ولفظه "وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأوتيت الكوثر"، رواه أبو

داود (٣) ، وذكر أيضا حديث ابن عمر بنحوه ذكره أبو نعيم. وحديث علي:

قال عليه الصلاة والسلام: " أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلنا ما هو يا

رسول الله؟ قال: نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض،/وسميت أحمد،

وجعل لي التراب طهورا، وجُعلت أمتي خير الأمم ". ذكره أحمد في مسنده (٤)

من حديث ابن عقيل عن محمد بن علي عنه. وحديث عمرو بن شعيب عن

أبيه عن جدّه: " أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي

فذكر حديثا فيه: " لقد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد كان قبلي … "

فذكر حديثا وفيه: " وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، أينما أدركتني الصلاة


(١) صحيح بشواهده مشكل (٢/٢٦٤) والعقيلي (٢/٢٧) والحلية (٨/٣١٦) .
(٢، ٣) تقدما من أحاديث الباب ص ٦٩٢.
(٤) حسن. رواه أحمد (١/٩٨) والبيهقي (١/٢١٣) والمجمع (١/٢٦٠) وعزاه إلى أحمد
وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو سيء الحفظ، قال الترمذي: صدوق وقد تكلم فيه
بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: كان أحمد بن
حنبل وإسحاق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل، قلت: فالحديث حسن والله
أعلم. وابن كثير (٢/٧٨) ونصب الراية (١/١٥٩) والمنثور (٦/٢١٤) والكنز (٢١٤١٦)
وابن أبي شيبة (١١/٤٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>