من قول ميمونة ولا ابن عباس وإنّما هو عن سالم، وفي صحيح ابن خزيمة: " ثم
أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفيه ". وفي لفظ: " فأتى بمنديل فأبي أن
يقبله وجعل ينفض الماء عنه ". ولفظ أبي علي الطوسي في كتاب أحكامه
وحكم عليه بالصحة فأتيته بثوب فقال بيده: هكذا. وعند الدارقطني: " ثم
غسل سائر جسده قبل كفيه ". وفي مسد الدارمي: " فأعطيته ملحفة فأبي ".
ولما ذكر بعده حديث عائشة قال: هذا أحب إلي من حديث سالم- يعني:
حديث ميمونة- وقد أشار إلى هذا قبل. حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب بن عبد الواحد بن زياد ثنا صدقة بن سعيد الجعفي ثنا جميع بن
عمير التيمي قال: " انطلقت مع عمتي وخالتي فدخلنا على عائشة فسألناها:
كيف كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنع عند غسله من الجنابة؟ قالت: كان يفيض
على كفّيه ثلاث مرات، ثم يدخلها الإناء، ثم يغسل رأسه ثلاث مرّات، ثم
يفيض على جسده، ثم يقوم إلى الصلاة. وإنا نحن فإنا نغسل رءوسنا خمس
مرات من أجل الضفر ". هذا حديث رواه البيهقي في/الكبير (١) بلفظ:
" دخلت مع عمتي وخالتي على عائشة، فسألها إحداهما كيف كنتم
تصنعون … " الحديث. ولما ذكره أبو محمد الأشبيلي سكت عنه إلا أنّه أبرز
من إسناده جميعا وذلك مشعر بصحته عنده، وتتبع ذلك عليه ابن القطان
بكونه لهوى ذكر راويه عن جميع وهو صدقة بن سعيد والد الفضل بن صدقة
وهو علّة الخبر، قال البخاري: عنده عجائب. وقال فيه الساجي: ليس بشيء.
وقال ابن وضاح: ضعيف. وقال فيه أبو حاتم: شيخ وبالجملة فلم يثبت عدالته،
أو لم يثبت فيه جرح مفسد وإلى هذا فإن جميعا وإن كان قد روى عنه
جماعة وقالوا إنه صالح الحديث فقد قال أبو حاتم فيه: من عنق الشيعة، وقال
أبو أحمد بن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه غيره عليه. وأحسن أحوال هذا
الحديث أن يقال فيه: حسن. انتهى كلامه. وفيه نظر؛ من حيث عصبة الجنابة
برأس صدقة وبترميه جميعا وهو ممن قال فيه ابن نمير: كان من أكذب الناس.
وقال البخاري في الأوسط: حديثه ليس بشيء. وقال في الكبير: سكتوا عنه
(١) ضعيف. رواه البيهقي: (١/١٨٠) .