للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن كعب، لم نعلم في أحد منهم طعنا إلَّا في الأول. انتهى كلامه،

وقد اغفل إسماعيل بن مسلم السكوني شامي، قال فيه الدارقطني يضع

الحديث، وإسماعيل بن مسلم اليشكري حدّث عن ابن عوف حديثا منكرا

ذكره العقيلي، وإنما ذكرت ذلك انتصارا لابن عدي؛ لأنه ذكر في كامله أنهم

ثلاثة، فزاد أبو الفرج اثنين، ولو تتبعنا ذلك حق التتبع لألفينا أكثر من ذلك

ولله الحمد، وقد وقع لنا هذا الحديث من طريق سالمة من إسماعيل هذا،

ذكرها الحاكم في تاريخ بلده فقال: نا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعد أبو

بكر محمد بن ياسين: نا أبي: نا عبد السلام بن نهيك عن أبيه عن قرّة عن

الحسن عن أنس قال:"كان/النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دخل الخلاء قال: بسم الله

اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبث الشيطان الرجيم، وإذا خرج

قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني (١) وأما الغفران، فمصدر

كالمغفرة قال الخطابي: نصبه بإضمار الطلب، وقيل في تأويل قوله ذلك

قولان:

الأول: أنه استغفر من تركه ذكر الله تعالى مدّة لبثه في الخلاء.

الثاني: قيل معناه التوبة من تقصيره في شكر النعمة التي أنعم الله بها عليه فأطعمه ثمٍ

هضمه، ويحتمل أن يكون فعله عليه السلام ذلك للتشريع والتعليم فحق من خرج سالما

معاذا مما استعاذ من الخبث والخبائث أن يؤدي شكر نعمة الله عليه في إعادته وإجابة

سؤاله، وأن يستغفر الله خوفا أن لا يؤدي شكر تلك النعمة، وهو قريب من حمد

العاطس على سلامته، ويحتمل أن يكون حاله التخلي لما كان محظورا فيها الذكر

والتوجه إلى الله- تعالى- حسن أن يكون الذكر والاستغفار أوّل ما يصدر منه عند

الخروج، كما كان أخر ما ختم به عند الدخول، كقول الشاعر:

وآخر شيء أنت أول هجعة وأول شيء أنت عند هبوبي

ونص جماعة من الفقهاء منهم أحمد على أنه ليس قول ذلك إذا خرج

المتخلي، وعند غيرهم من الآداب، والله- تعالى- أعلم.


(١) تقدم في أول الباب ص ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>