للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسلم بن سهل الواسطي ثنا سليمان بن أحمد بن مسلم عن سعيد بن بشير

عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " من توضأ

بعد الغسل فليس منا " (١) . وقال: لم يروه عن أبان إلا سعيد، ولا عن سعيد إلا

الوليد. تفرد به سليمان بن أحمد الجرشي الشامي سكن واسط، ولما ذكره أبو

أحمد سليمان هذا ضعيف؛ بل متروك. وروى ابن أبي شيبة عن علقمة وقيل

له أن قلابة توضأ بعد الغسل، فقال: أما لو كانت عندنا لم تفعل ذلك، وأي

وضوء أعمر من الغسل، وروى نحوه عن جابر بن زيد وسعيد بن جبير

وعكرمة وحذيفة وإبراهيم وعبد الله بن مسعود، وأما ما روى عن علي أنه

كان يتوضأ بعد الغسل فمن طريق أبي البختري عنه ولم يسمع منه شيئا، ولو

ثبت كان مجهولا عن انتفاض عارض كما حكى عن ابن عمر: " أنه توضأ

بعد الغسل، فسئل فقال: خيل إلي أنه خرج من ذكرى شيء فتوضأت".

كذلك أو يكون متعلقا بحديث قتادة عن عروة عن عائشة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" كان إذا اغتسل من الجنابة توضأ وضوءه للصلاة " (٢) . قال ابن شاهين: وهو

حديث غريب/صحيح، ولقائل أن يقول هذا محمول على الوضوء المسنون

عند الاغتسال لا بعده كما في حديث ميمونة وغيرها، ويحتمل أنه منسوخ

كما ذكره ابن شاهين، ويحتمل أن يكون محمولا على أنه لا يجزئ الغسل

فقد لا ينوب عن الوضوء، ويحمل قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ليس منا ". أي: ليس

مثلنا، إلا أن يحدث بعد الغسل حادث فوجب الوضوء.

كما قدّمناه، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.


(١) ضعيف. رواه الطبراني (١١/٢٦٧) والحلية (٨/٥٢) وابن عدي في " الكامل " (٣/
١١٤٠، ٧/٢٦١٨) والمجمع (١/٢٧٣) وعزاه إلى الطبراني في " الكبير والأوسط والصغير "
وفي إسناد الأوسط سليمان بن أحمد كذبه ابن معين وضعفه غيره ووثقه عبدان.
وضعفه الشيخ الألباني. (ضعيف الجامع: ص ٧٩٧ ح/٥٥٣٥) .
(٢) تقدم من أحاديث الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>