للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب في الجنب يستدفئ امرأته بعد أن يغتسل (١)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا شريك عن حريث عن الشعبي عن مسروق

عن عائشة قالت: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغتسل من الجنابة، ثم جاء فاستدفأنى

فضممته إلي ولم اغتسل " (٢) . وقال: ليس بإسناده بأس. ولما ذكره أبو علي

الطوسي في أحكامه عن القاسم بن يزيد الوراق ثنا وكيع ثنا حريث بن أبي

مطرد ثنا يعقوب الدورقي ثنا يحيى بن زكريا بن زائدة حدثني حريث بن أبي

مطر، وهذا حديثه ربما اغتسل النبي ثم باشرني قبل أن أغتسل أو فيه ثم قال:

فقال في هذا الحديث أنه ليس بإسناده بأس، ولفظ ابن وهب في مسنده: " ثم

يأتي وأنا جنب فيسدفئ بي ". ولما خرجه أبو عبد الله الحاكم من حديث

شريك وإسماعيل بن زكريا ثنا حريث بلفظ: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستدفئ

بها بعد الغسل ". قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

وشواهده عن سعيد بن المسيب وعنده عن عائشة، والطريق إليهما فاسد. انتهى

كلامه. وله فيه نظر من حيث أن حريث الفزاري أبا عمر والخيّاط الكوفي لم

يخرج له مسلم في كتابه شيئا، وأنى له ذلك مع قول البخاري فيه نظر! وفي

رواية ليس عندهم بالقوي. وقال الفلاس: لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن

يحدثان عنه بشيء قط وهو حديث بن عمرو وهو ضعيف الحديث نابه عبيدة

الضبي وعبد الأعلى/الجزار ونظراؤه، وقال ابن معين: لا شيء. وقال مرّة:

ضعيف. وكذلك قاله أبو حاتم الرازي وأبو أحمد بن عدي. وقال النسائي

وعلي بن الجنيد وأبو الفتح الأزدي: متروك. وقال الحربي: ليس هو بحجة،

وفي تاريخ أبي زرعة البصري يضعون حديثه. ولما روى حديثه هذا أبو بكر في

سننه الكبير قال: تفرد به حريث وفيه نظر. وروى من وجه آخر ضعيف عن


(١) سقط هذا العنوان من " الأولى " وأثبتناه من " الثانية ".
(٢) ضعيف الإسناد والمتن صحيح. رواه ابن ماجة (حبر ٥٨٠) وأحمد (٦/١١١) وابن أبي
شيبة (١/٧٧) والكنز (٢٧٤٤٣) . وضعفه الشيخ الألباني. انظر: ضعيف ابن ماجة (ح/
١٢٨) وضعيف أبي داود (ح/٤٤) والمشكاة (٤٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>