للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاريخ الجعفي الكبير عن عمرو بن مرة قال: كان عبد الله- يعني: بن سلمة-

يحدّثنا فنعرف وننكر وكان قد كبر لا نتابع في حديثه، وفي الأوسط سألت

أحمد بن أبي سلمة من روى عنه غير عمرو فقال: روى عنه أبو إسحاق

الهمداني قوله، وفي لفظ: لا أعرف روى عنه غيرهما وقال ابن نمير: هذا ليس

به قال صاحب عمرو بن مرة: لم يرو عنه إلا عمرو، والذي قال ابن معين

أصح من الذي قال أبو إسحاق هو الهمداني والذي روى عنه عمرو بن مرّة

هو من رهط عمرو بن مرة الجملي المراوي ويقال: الجهني، وقد روى أبو

إسحاق عن عبد الله بن سلمة أبي العالية الهمداني، وقال بعض الكوفيين: هذا

غير الذي روى عنه عمرو بن مرة وبمثله قاله يحيى بن معين وأبو نصر بن

ماكولا وأبو الحسن في كتاب المختلف والمؤتلف، قرأت على المسند المعمر

محمد بن عبد الحميد أخبركم أبو الحسن بن عبد الواحد أنبأ ابن طبرزد أنبأ

أبو البركات/أنبأ أبو القاسم بن حبابة أنبأ أبو القاسم، نا ابن بنت منيع أن

علي ثنا أبو داود قال: كان شعبة يقول: هو ذي أنزعه من عنقي وأضعه في

أعناقكم قد سمعت عمرا يقول: كان ابن سلمة قد كبر فكان يحدثنا فيعرف

وينكر، وأشار أبو محمد الفارسي إلى ضعف هذا الحديث، وقال أبو حاتم: في

كتاب الثقات وذكر ابن سلمة كان يخطىء، وقال أبو عبد الرحمن: يعرف

وينكر. وقال الساجي: كان يهم، ولقائل أن يقول في هذا الكلام ردّ على

الحاكم لزعمه ألا يطعن فيه ويجاب بأن الحاكم أراد طعنا موجبا لردّ حديثه،

وأمّا الحرف فهذا لا طعن، والله أعلم. ولولا قول من قال: أنّ عمر أخذ عنه

هذا الحديث بعد الكبر لكان قول من صحح على قول المضعف أرجح، ويريده

ما رواه الدارقطني موقوفا من حديث أبي العريف قال: كنّا مع علىّ في الرحبة

فخرج إلى أقصى الرحبة، فوالله ما أدرى أهو أحدث أم غائط، ثم جاء فدعا

بكوز من ماء، فغسل كفيه ثم قبضهما إليه، ثم قرأ سورا من القرآن ثم قال:

اقرءوا القرآن ما لم يصب أحدكم جنابة فإن أصابته جنابة فلا ولا حرف " (١) .


(١) ضعيف جدا. أورده الألباني في ضعيف الجامع (ص ١٥٠ ح/١٠٦٥) وعزاه إلى أبي
الحسن بن صخر في " فوائده " عن علي.

<<  <  ج: ص:  >  >>