للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال السيرفي: ليس بالقوي، وقال البيهقي في سننه: لا يحتج بحديثه وبنحوه

قاله ابن طاهر: وأمّا الحافظ المنذري وأمه اضطرب حاله فيه قتادة، وحدّثنا من

رواية بقوله لا يحتج به وتارة يحسنه، وتارة يسكت عنه مهما صحت، ولذلك

فعل الترمذي وهو في هذا أعذر فإن حاله عنده بحسب الشواهد وعدمها

معتبرة بذلك ولا عذر لأبي محمد وأما تخريج مسلم له في المقرونات فليس

بمحمد ولا في المناظرات، وقد تكلّم في أبيه بعض أهل الأنساب بما استوجبه

ذكره في هذا الباب، وهو أن من ينسبه ابن تميم رهط الصديق، يقول علي بن

زيد بن عبد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن

كعب بن سعد بن تميم وقال بعضهم علي بن عبد الله بن جدعان، وقال

آخرون علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن أبي مليكة بن عبد الله بن

جدعان وزعم ابن القطان أن هذا كله ضرب من الهذيان وأن عبد الله بن

جدعان كان عقيما لا يولد له فادى رجلا سماه زهير، وكناه أبا مليكة، فولده

كلهم ينسبون إليه وفقد أبو مليكة فلم يرجع وكان عمل عصيدة (١) ثم خرج

في حاجة فلم يرجع فقيل في المثل لا أفعل كذا حتى يرجع أبو مليكة إلى

عصيدته،/وقال أحمد بن يحيى البلاذري: في كتاب أنساب الأشراف

وأخبارهم من تأليفه، قالوا: وكان عبد الله بن جدعان عقيما وادعى بنوة رجل

فسماه زهيرا وكناه أبا مليكة فولده كلهم ينسبون إلى أبي مليكة ويقال أبو

مليكة بن عبد الله بن جدعان، وبنحوه ذكره الهيثم بن عدي في تاريخه،

وذكره الخرائطي في كتاب اعتلال القلوب تأليفه من حديث هشام بن محمد

عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس عن المطلب بن أبي وداعة كانت تباعة

ابنة عامر تحت عبد الله بن جدعان فمكثت عنده زمانا فقال لها هشام بن

المغيرة المخزومي يوما في انطران ما تصنعين بهذا الذي لا يولد له فذكر حديثا

طويلا، وبنحوه ذكره أبو الفرج الأصبهاني وأبو عبيد المرزباني في الكتاب

المستنير من تأليفه، والوزير أبو القاسم في كتاب أدب الخواص أبو محمد

الرشاطي رحمهم الله تعالى، ورواه أبو عبد الرحمن في سننه وأخرج عليا من

سننه بمتابع صحّح به الإسناد وبرد حرارة الأكباد أنابه المسند الفقيه أبو محمد


(١) قوله: " عصيدة " العصيدة: دقيق يُلت بالسمن ويطبخ. وجمعها عصائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>