للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجهان: قال أبو عمر: أحدهما: أن يكون أراد استغنت يداك أو يمينك كانه

يعرض لها بالجهل لما أنكرت مالا ينبغي أن تنكره بخاطبها تقيد المعنى تنبيها،

وقيل في قوله تعالى: (ذق إنك أنت العزيز الكريم) (١) وكما يقول لمن

كف عن السؤال عما جهله أما أنت واستغنيت، عن أن تسأل عن مثل هذا

أي: لو اتصفت نفسك ونصحت لها لسألت، وقال غيره: هو كمال الشاعر

إذا أحاد قائله الله وأخزاه الله أحاد ومنه الحديث: " ويل أمة مسعر حرب " (٢)

وهو يريد مدحه، وهذا كله عند قول من قال هذا القول فرارا من الدعاء على

زوجته عليه السلام تصريحا وأن ذلك غير ممكن من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندهم، وأكثر

أهل العلم باللغة والمعاني أن تكون هذه اللفظة بمعنى الاستغناء بالواو ولو كانت

بمعنى الاستغناء بالواو لقال: أتربت يمينك؛ لأن الفعل رباعي يقال: أترب الرجل

إذا استغنى وترب إذا افتقر،/وقالوا: معنى قوله: يمينك أي افتقرت من العلم بما

سألت عنه أم سليم، قال أبو عمر: إذا تربت يمينك فمعلوم من دعاء العرب

بعضهم على بعض مثل قاتله الله، وثكلته أمه، وعقرى حلفي ولليدين والفم

وغير هذا، والشبه لغتان انتهى كلامه. وفيه نظر من حيث إن أترب يستعمل

في الغناء، وليس كذلك بل يستعمل في الفقر أيضا حكاه كراع في المجرد

وابن سيده في المحكم، قال: أترب الرجل: إذا كثر ماله وأترب أيضا ولصق

بالتراب من الفقر، وكذا قاله الوزير أبو القاسم المغربي في كتاب أدب الخواص

تأليفه، وأبو العلاء المصري في كتاب الأمل والوصول فيما رآه بخط الشاطبي

رحمه الله. والله تعالى أعلم-، قال ابن المنذر: أجمع كل من يحفظ عنه العلم

أن الرجل إذا رأى في منامه أنه احتلم أو جامع ولم يجد بللا إذا لا غسل

عليه، واختلفوا فيمن رأي بللا ولم يذكر احتلاما، فقالت طائفة: يغتسل روينا

ذلك عن ابن عباس والشعبي وسعيد بن جبير والنخعي، وقال أحمد: أحب

إلي أن يغتسل إلا رجل به، وقال إسحاق: يغتسل من النطقة، وروينا عن


(١) صورة الدخان آية: ٤٩.
(٢) صحيح. رواه البخاري (٣/٢٥٧) وأبو داود في (الجهاد، باب " ١٦٧ ") وأحمد (٤/٣٣١)
والبيهقي (٨/٢٢١، ٢٢٢، ٢٢٦، ٢٢٨) والنبوة (٤/١٠٧، ٦٣٧) والمنثور (٦/٧٨) وبداية
(٤/١٧٦) وعبد الرزاق (٩٧٢٠) وصححه الشيخ الألباني. الإرواء (١/٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>