للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتقاء الختانين (١) وبين حديث عثمان وأبي في نفي الغسل إلا بالإنزال؟

وحديث عثمان هذا ضعيف؛ لأنّ مرجعه إلى الحسين بن ذكوان رواه عن

يحيى بن كثير ثم قال: والحسين لم يسمعه من يحيى؛ وإنّما نقله له يحيى؛

ولذلك أدخله البخاري عنه بصيغة المقطوع، وهذه علّة وقد حوّلت حسين فيه

عن يحيى فرواه عنه غيره موقوفا على عثمان ولم يذكر فيه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذه

علّة ثانية، وقد خولف أيضا أبو سلمة فرواه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار

عن زيد بن خالد أنه سأل خمسة أو أربعة من الصحابة فأمروه بذلك من غير

وقع، قال: وهذه علة ثالثة ففيه نظر أمّا العلة الأولى فلأنّ البخاري رواه في

موضع آخر عن سعد بن حفص عن شيبان عن يحيى، وقال أبو الحسن

الدارقطني: حدّث به عن يحيى حسين المعلم وشيبان وهو صحيح عنهما،

ورواه ابن شاهين من حديث معاوية بن سلام أنا يحيى به، العلة الثانية: قوله:

إنّ البخاري رواه بصيغة المقطوع، وليس كذلك؛ لأن العلماء قالوا: ليس في

البخاري حديث منقطع شاهدا وسابقا فكيف بما ذكره الاحتجاج، وقد نص

العلماء على أنه قال: ذكر من غير قول أولت وما أشبه ذلك من ألفاظ الرواية

محمولة عندهم على السماع إذا عرف اللقاء والسماع، وحسين ممن عرف

ذلك مه والله أعلم؛ ولذلك أنّ أصحاب الأطراف ذكروا موضع، وقال يحيى:

هي رواية إجماع، ولهذا ساغ لهم إخراجه في مسند أبي أيوب/ولذا أخرجه

مسلم والإسماعيلي وأبو نعيم بصيغة عن، وعلي رأى جماعة عن في صحيح

مسلم متصلة، فلأنّ عند البخاري بطريق الأول لما علم من شرط، وقد وقع

لك حديث حسين المعلم هذا مصرّحا فيه بالسماع من يحيى بن أبي كثير، نا

أبو بكر محمد بن إبراهيم الطرفي، أنا يحيى بن عبد الوهاب أنبأ محمد بن

جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد،


(١) وتمام لفظ الحديث: " إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ". رواه البخاري في " التاريخ
الكبير " (٦/٢٨١) والتجريد (٦٩٩) والخفاء (١/٨٦) والخطيب (١/٣١١، ٦/٢٨٢، ١٢/
٢٨٦) وإتحاف (٣/٣٨٣) وأحمد (٦/٢٣٩) والبيهقي (١١/٦٣) وتلخيص (١/١٣٤) والعلل
(٨٦) وابن عدي في " الكامل " (٤/١٦٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>