للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي لهذه لفظا وشكا أو ليس مثلها؟ فلما أردنا علم ذلك ليسلم الحديث من هذه

الشائبة، وليعلم هل يخاف هذه فيما يؤثر أم لا؟ يوجد نا أبو بكر بن خزيمة خرجها

بلفظ مسلم، وسواء عن ابن مثنى عنه، وكذلك أبو العباس السراج في مسنده وأبو

نعيم الحافظ رحمه الله تعالى والبيهقي في سننه ولفظه: فأتيت عائشة فقالت: قال

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا جلس بين شعبها الأربع، ومس الختان الختان ". ولفظ أبو نعيم:

" إذا جلس بين شعبها الأربع، ثم اجتهد فقد وجب الغسل ". ورواه مسلم أيضا

من طريق فيه لطيفة، وهي رواية صحابي عن تابعية فقال: ثنا هارون بن معروف،

وهارون بن سعيد الأيلي، ثنا ابن وهب أخبرني عياض بن عبد الله عن أمّ كلثوم

عن عائشة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: إنّ رجلا سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الرجل يجامع

أهله ثم يكسل هل عليها الغسل؟ وعائشة جالسة فقال رسول الله/صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنى

لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل " (١) . وليس لقائل أن يقول: هو من رواية أبي الزبير

عن جابر من غير تصريح بالسماع، ولا هو من رواية الليث عنه، وذلك مشعر

بالانقطاع، وإن كان عند مسلم فإنه ينفع في المناظرة لا في النظر؛ لأنه وقع لنا

طريق يصرح فيها بالسماع ذكرها الحافظ أبو بكر الخطيب فيما رويناه عنه في

كتاب رواية الصحابة عن التابعين من حديث الإمام أحمد بن حنبل، ثنا

موسى بن داود ثنا عبد الله عن أبي الزبير أخبرني جابر به في الموطأ عن يحيى

بن سعيد عن ابن المسيّب أن أبا موسى سأل أنا عائشة فقال: " الرجل يصيب

أهله ثم يكسل ولا ينزل؟ فقالت: إذا جاوز الختان الختان؛ فقد وجب

الغسل " (٢) . فقال أبو موسى: لا أسأل عن هذا أحدا بعدك، وكذا ذكره

موقوفا، وقال في المعرفة: هذا إسناد صحيح إلا أنه موقوف، ورواه أبو قرّة

موسى بن طارق عن مالك عن يحيى مرفوعا، قال أبو الحسن في الغرائب: لم

يسنده عن مالك غير أبي قرة، وفي مسند أبي قرة ذكر سفيان عن محمد بن

عجلان عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا مثله، وقد وقع لنا ما يشعر بأن ابن

المسيب رواه عن أبي موسى عنها، ذكر ذلك أبو جعفر الطحاوي من حديث


(١) صحيح. رواه مسلم (٢٧٢) والبيهقي في " الكبرى " (١/١٦٤) وابن السني (ح/٦١٠)
ومعاني (١/٥٥) وأبو عوانة (١/٢٨٩) .
(٢) تقدم في أحاديث الباب ص ٨٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>