للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره أبو أحمد في كامله وضعفه، وروى عن ابن وهب عن ابن مهدى

عن خالد بن حميد عن بعض أهل الشّام أنّ ابن عباس لم يكن يغتسل في

بحر ولا بنهر (١) إلا وعليه إزار، فإذا سئل عن ذلك قال:/إن له عامرا.

وحديث الزهري عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لا تغتسلوا في الصحراء إلا أن لا تجدوا

متواري، فإن لم تجدوا فليخط أحدكم كالدائرة ثم يسمى الله ويغتسل فيها "

رواه أبو داود (٢) في كتاب المراسيل، وبسنده أيضا قال عليه السلام: " لا

يغتسلن أحدكم إلا وتريه إنسان لا ينظر البصر ". وهو قريب منه يعلمه.

وحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده يرفعه: " إذا اغتسل أحدكم

فليستتر ولو بجوار ذكره " (٣) . رواه السلمي في كتاب الطبقات من حديث

الدوري عن محمد بن يوسف الأشيب نا عاصم ثنا عبد السلام عنه.

وحديث برد عن مكحول عن عطية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنّه قال: " من اغتسل

بليل في فضاء فليتحارز على عورته، ومن لم يفعل فأصابه لمم فلا يلومن إلا

نفسه ". ذكره ابن بطال. وحديث أبي هريرة مرفوعا: " وكان موسى- عليه

السلام- يغتسل وحده … " الحديث وفي موضع آخر: " كان موسى- عليه

السلام- حييا ستيرا لا يكاد أن يرى من جلده شيء " (٤) . ولقائل أن يقول:

اغتسل موسى عليه السلام عريانا كان في خلوة بعيدة على بني إسرائيل

حتى رأوه عريانا فبرأه الله مما قالوا ويزيد ومرّ ما روى البخاري (٥) : " أن

أيوب عليه السلام كان يغتسل عريانا " وهما من الذين أمر الله تعالى أن

يقتدى هم فيجوز لنا أن نغتسل عراة في خلوة لما ثبت في هذين الحديثين،

وما أسلفناه من الأحاديث في أنه لا يغتسل عريانا في خلوة تحمل على


(١) قوله: " بنهر " وردت " بالأصل " " بنقص " وهو تصحيف، والصحيح ما أثبتناه.
(٢) مرسل. رواه البيهقي (١ / ١٩٩) وإتحاف (٢/٤٠٢) .
(٣) روى طرفا منه. أبو داود في (الحمامات ح/٤٠١٢) والنسائي (١/٢٠٠) والبيهقي (١/
١٩٨) وجرجان (٣٧٤) والكنز (٢٧٣٦٢) .
(٤) المنثور (٥/٢٢٣) والشفا (١/٢٩٤) والطبري (٢٢/٣٧) وابن كثير (٦/٤٧٤) والمجمع (٧/
٩٣) وعزاه إلى البزار وفيه علي بن زيد وهو ثقة سيء الحفظ، وبقية رجاله ثقات.
(٥) صحيح. رواه البخاري في (الغسل، باب " ٢٠ " والتوحيد، باب " ٢٥ "،، والأنبياء، باب
" ٢ ") والنسائي في (الغسل، باب " ٧ ") وأحمد (٢/٣١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>