للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جحش ويظن أنّ كنيتها أم حبيبة وهي يعنى المستحاضة حبيبة أم حبيب بنت

جحش، وفي صحيح الإسفراييني: أنّ هذه ليست بالحيضة، ولكن هذا عرق

فإذا أقبلت الحيضة فدعى الصلاة واذا أدبرت فاغتسلي ثم صلّى، قالت عائشة

فكانت تغتسل عند كلّ صلاة وكانت تقعد في مركن " كذا أورده من حديث

بشر بن بكر عن الأوزاعي، وقال عقيبه ثنا إسحاق الطحان أنبأ عبد الله بن

يوسف ثنا أهشم بن حميد ثنا النعمان بن المنذر والأوزاعي وأبو معبد عن

الزهري بنحوه، وفي كتاب أبي داود: زاد الأوزاعي في هذا الحديث عن

الزهري بسنده: " استحيضت أم حبيبة بنت جحش وهي تحت عبد الرحمن بن

عوف سبع سنين فأمرها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إذا أقبلت الحيضة فدعى الصلاة وإذا

أدبرت فاغتسلي وصلى ". وقال أبو داود: لم يذكر هذا الكلام أحد/من

أصحاب الزهري غير الأوزاعي، وقد رواه عن الزهري عمرو بن الحارث

والليث ويونس وابن أبيِ ذئب ومعمر وإبراهيم بن سعد وسليمان بن كثير وابن

إسحاق وابن عيينة لم يذكروا هذا الكلام، وإّنما هذا لفظ حديث هشام بن

عروة عن أبيه عن عائشة قال: وزاد ابن عيينة فيه أيضا أمرها أن تدع الصلاة

أيّام إقرائها وهو وهم من ابن عينية،، وحديث محمد بن عمرو عن الزهري فيه

شيء من الذي زاد الأوزاعي في حديثه، وتابعه على هذا البيهقي انتهى، وفيما

سقناه من عند أبي عوانة يرد قوله، وذلك أنّ النعمان وأبا معبد وافقا الأوزاعي

وإن لم يسق لفظهما؛ لأن قوله ونحوه ليس صريحا في ذلك فنظرنا فإذا

النسائي ذكر لفظ الهيثم فقال: أخبرني النعمان والأوزاعي وأبو معبد وهو

حفص بن غيلان عن الزهري أخبرني عروة وعمرة عن عائشة

قالت: " استحيضت أم حبيبة بنت جحش امرأة عبد الرحمن وهي أخت زينب

بنت جحش واستفتت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه فقال لها: إن هذه ليست بالحيضة،

ولكن هذا عرق فإذا أدبرت الحيضة، فاغتسلي وصلى وإذا أدبرت اتركي لها

الصلاة، قالت عائشة: فكانت تغتسل لكل صلاة وتصلي، وكانت تغتسل

أحيانا في مركن في حجرة أختها فتصلى مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فما يمنعها ذلك من

الصلاة " (١) . وخرجه الطحاوي بنحوه وزاد ولكنه عرق متعة إبليس، وروى أبو


(١) تقدّم وهو حديث الباب ص ٨٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>