للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعلم. وفي قولها:"أنا رأيته " وهي لفظة تفرد بها شريك، وزعم بعضهم أيضا

أنها غير محفوظة ولئن كانت صحيحة؛ فتكون على معنى الإخبار عن الحال

المستمرة في روايتها وعلمها، ولم تطلع على ما اطلع عليهَ غيرها؛ ولهذا

عذلت مسبّبة إنكارها بروايتها، ومع ذلك فهي نافية وغيرها مثبت، وإذا تعارضا

فالمثبت مقدم، ويؤيّده ما ذكره ابن ماجة عن سفيان الثوري: الرجل أعلم بهذا

من المرأة، وأيضا فحديث عائشة إنّما جاء من جهة المقدام عن أبيه، وهما ليسا

من شرط البخاري؛ فلذلك أضرب عن ذكره، فلو قال على شرط مسلم لكان

صوابا من قوله، والله أعلم. وحدّثه سالم من ابن بنت السدي الذي في هذا

الباب، وقد رمى بالغلو في التشيّع ومنهم من ضعّفه، حدّثنا محمد بن يحيى،

ثنا عبد الرزاق، نا ابن جريج عن عبد الكريم أبي أمنة عن نافع عن ابن عمر

قال:"رآني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أبول قائما فقال: يا عمر لا تبل قائما، فما

بلت قائما بعد هذا " (١) قال ابن حبان عند تخريج هذا الحديث في صحيحه:

عن أبي جابر بن زيد بن عبد العزيز بن درهم بن إسماعيل الجوهري، نا

إبراهيم بن موسى/الفراء ثنا هشام بن يوسف عن ابن جريج عن نافع قال:

قال عليه السلام: الحديث، أخاف أن يكون ابن جريج لم يسمع من نافع هذا

الخبر. انتهى. إذا شككت في اتصاله فلا نحكم بصحته؛ لأنّ الاتصال شرط

في الصحة، والله أعلم، وحديث ابن ماجة يوضح ما شكّ فيه أبو حاتم،

وبذلك لم يصح، وكذا ذكره الكرابيسي في كتاب المدلّسين، ولفظ البزار:

"أتى وأنا أبول قائما؛ فقال: مه! قال عمر: فما بلت قائما بعدها، وقال

الترمذي: رفع هذا الحديث عبد الكريم، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه

أبو أيوب السختياني، وتكلّم فيه، وروى عبد الله عن نافع عن ابن عمر قال

عمر:"ما بلت قائما منذ أسلمت " (٢) وهذا أصح من حديث عبد الكريم،

وبنحوه قاله الكرابيسي، وفي قوله: ضعفه أيوب نظر؛ وذلك أنّ المعروف


(١) ضعيف. رواه ابن ماجة في: ١- كتاب للطهارة، ١٤- باب في البول قاعدا،) رقم:
٣٠٨) . في الزوائد: عبد الكريم متفق على تضعيفه. وكذا ضعفه الشيخ الألباني. كما في
ضعيف ابن ماجة. (ح/٦٣) والمشكاة (٣٦٣) والضعيفة (ح/٩٣٤) .
(٢) صحيح. رواه الحاكم في"المستدرك" (١/١٨٢) وصححه. وأورده الهيثمي في=

<<  <  ج: ص:  >  >>