للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول البيهقي: وحديث ابن عقيل يدلّ أنّها غير أم حبيبة وكان ابن عيينة ربما

قال في حديث عائشة حبيبة بنت جحش، وهو خطأ إنما هي أم حبيبة لذلك

قاله أصحاب/الزهري سواه فكذلك أيضا لما قدمناه من كلام الحربي وغيره،

وأنّ الصواب ما خطأه هنا، وقد ذكر الحميدي عنه، وكذا قاله الطبراني في

المعجم الكبير، وحمنة هذه كانت تحت طلحة بن عبيد الله وأنها ولدت له

محمدا وعمران قاله الزبير بن بكار، وليست أخت أم حبيبة قاله الحاكم في

الإكليل، وبنحوه ذكره شيبان في كتاب الطبقات وأحمد بن يحيى البلاذري

وابن سعد والكلبي وأبو عبيد في كتاب النسب وغيرهم، وهو مما يصح قول

ابن عقيل عن أمه حمنة، وأمّا قول العسكري حمنة بنت جحش هي أم حبيبة

وأخت زينب بنت جحش كانت تحت ابن عوف وأنّها هي التي استحيضت

وأصحاب الحديث على أنّ حمنة هي التي استحيضت وهي أم حبيبة فيردّه ما

حكاه عن الجمحي وهي وإن تعمّدت وما أسلفناه والله تعالى أعلم، قال

الشّافعي: وإن روى في المستحاضة حديث مُعلق فحديث حمنة بيّن أنه اختيار

وأنّ غيره يجري منه، وفي باب الاستحاضة أحاديث: من ذلك حديث جابر

ابن عبد الله: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر المستحاضة بالوضوء عند كل صلاة ". قال أبو

القاسم في الأوسط (١) : لم يروه عن أبي أيوب الإفريقي يعنى عن ابن عقيل

إلا أبو يوسف القاضي، وحديث الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن

جدّه قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " المستحاضة تغتسل من قرء إلى قرء ". قال: لم يروه عن

الأوزاعي إلا مسلمة بن كلثوم تفرد به عبد بن جياد، وحديث فاطمة بنت

قيس قالت: سألت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المستحاضة/فقال: " تعتد أيام أقرائها

ثم تغتسل لكل طهر ثم تحشى وتكلئ " (٢) . قال: لم يروه عن ابن جريج يعنى

عن ابن الزبير عن جابر عنها إلا جعفر بن سليمان وقال: وهي فاطمة بنت أبي

حبيش قيس، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ليس هذا بشيء، وقال البيهقي: لا


(١) ضعيف. أورده الهيثم في " مجمع الزوائد " (١/٢٨١) وعزاه إلى الطبراني في " الأوسط "
وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو مختلف في الاحتجاج به.
(٢) صحيح. رواه الطبراني في " الصغير " (١/٨٦) . وأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (١/
٢٨٠) وعزاه إليه، ورجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>