للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه فلم نجد له أصلا، وقال سعيد بن عبد العزيز: ما نعرفه، وإنا لنكرهه. قوله:

فاغسل عنك الدم: هو أن تغتسل عند أدبار حيضها وإقبال استحاضتها كما

تغتسل الحائض عند رؤية كليهما؛ لأنّ المستحاضة طاهرة ودمها دم عرق كدم

الجرح السائل، وهذا إنّما يكون في امرأة تعرف دم حيضها من دم استحاضتها،

قال أبو عمرو: وكان مالك يستحب لها الوضوء لكل صلاة ولا يوجبه عليها

كما لا يوجبه من سلس البول، وممن أوجبه الثوري وأبو حنيفة وأصحابه

والأوزاعي (١) وهؤلاء كلّهم ومالك منهم لا يرون عليها غسلا غير مرّة واحدة

عند إدبار حيضها وإقبال استحاضتها ثم تغسل عنها الدم وتصلى ولا تتوضأ إلا

عند الحدث عن مالك وهو قول عكرمة وأيوب، وكذلك التي تقعد أيامها

المعروفة ثم تستطهر عند مالك ولا تستطهر عند غيره تغتسل أيضا عند أيامها

واستطهارها،/ولا شيء عليها إلا أن تحدث حدثا يوجب الغسل، وأمّا عند

الشافعي وأبي حنيفة والثوري ومن ذكرنا معهم: فتتوضأ لكل صلاة على

حسب ما ذكرنا، وذهبت طائفة من العلماء: إلى أن الغسل لكل صلاة واجب

على المستحاضة للأحاديث السابقة؛ ولأنه لا يأتي عليها وقت صلاة إلا وهي

فيه شاكة هل هي حائض أو طاهر، مستحاضة أو هل طهرت في ذلك الوقت

بانقطاع دم حيضها أم لا فواجب عليها الغسل للصلاة، وهذا أيضا عن علي

وابن عبّاس وابن الزبير وسعيد بن جبير وهو قول ابن علية، وقال آخرون:

عليها أن تجمع بين كلّ صلاتين كما تقدم، وروى ذلك عن ابن عباس وعلي

وهو قول النخعي وعبيد الله بن شدّاد، وقال آخرون: تغتسل كل يوم مرة في

أي وقت شاءت من النهار أسنها، رواه معقل الخثعمي عن علي، وقال آخرون:

تغتسل من طهر، رواه مالك في الموطأ عن ابن المسيب، وكان مالك يقول: ما

أرى الذي حدثنى به من طهر أنّ طهر الآخر وهم، قال الخطابي: ما أحسن ما

قال مالك ولا أعلمه قولا لأحد (٢) من الفقهاء وإنما هو من طهر إلى طهر،

وفيه نظر لما قال أبو عمر ليس لوهم؛ لأنه صحيح عن سعيد معروف من


(١) قوله: " الأوزاعي " غير واضحة " بالأصل " وكذا أثبتناه.
(٢) قوله: " لأحد " غير واضحة " بالأصل " وكذا أثبتناه

<<  <  ج: ص:  >  >>