للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدخلو على بين سليمان وأمه إذ هي مجهولة العين والحالة، وأظنّه إنما ترك ذاك

لكونه جاء على لسان بن أبي سيرة وهو ممن لا يعتمد على قوله ولو كان ثقة

لكان إعلاله الحديث بهذه العلّة حسن، وليس لقائل أن يقول سليمان ثقة

مجمع عليه، وروى عن أمه وليس مدلسا فلا اعتبار ممن أدخل بينهما راويا

لاحتمال أن تكون ماتت وهو صغير كما جرى (١) لأبي عبيدة بن عبد الله

وغيره، أو يكون سمع منها ولم يسمع هذا بعينه فسمعه عنها هذا إذا صرّح

بالسماع منها، وهنا فلم يصرح به والله تعالى أعلم، السادس: قوله أنّ الغفارية

صاحبة القصة، وقد قدمنا عن ابن مندة أنها هي صاحبتها لا غيرها وهذا كلّه

مشيا على مذهبه، وما استلزمه وإلا فلنحن في غنية عن هذا جميعه؛ لأنّ من

كان مذكورا في كتب الصحابة كفينا مؤنته سواء شهد له التابعي بالصحبة أو

لم يشهد له، وسواء روى عنه واحد أو أكثر، هذا هو المعمول عليه والجاري،/

وأمّا إعراض المنذري عن كلّ من تقدّم ذكره وتضعفيه لحديث محمد بن

إسحاق فغير حسن؛ لأنه ممن لا يضعف به الأحاديث لا سيّما هو فإنّه فعل

ذلك في غير حديث صححه أو سكت عنه، وهو من روايته وأحيانا ينبّه عليه

فما أدرى ما يوجب ذاك وليس بقائل أن يقول العلة بصحته بما عضده من

متابعات وشواهد؛ لأنّه لم يقل ذلك ولو قاله ما قبل منه إلا بإبرازه ذكر ذاك

لكي يعلم هل المتابع أهل لذلك أم لا، هذا هو الاصطلاح ولسنا من يحسن

الظن به أو الحرص في إبرازه ولا صدوره والله تعالى أعلم، وحديث الحسن

عن أبيه عن أم سلمة: " أنّ إحداهن يتبعها القطرة من الدم فإذا أصاب إحداكن

ذلك فلتنفثه برقيها ". رواه الدارمي (٢) من حديث أبي بكر الهذلي وهو ضعيف

وفي الأوسط (٣) لأبي القاسم من حديثه عن أحمد بن زهير ثنا علي بن

السكن ثنا محمد بن ربيعة العلائي ثنا المنهال بن خليفة عن خالد بن سلمة


(١) قوله: " جرى " سقطت من " الأصل " وكذا أثبتناه.
(٢) قوله: " الدارمي " والحديث الذي رواه بإسناده سقط من " الأصل " إلا كلمات بسيطات،
وعليها أتممنا لفظ الحديث.
(٣) صحيح. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (١/٢٨٢) وعزاه إلى الطبراني في " الأوسط "
ورجاله موثقون.

<<  <  ج: ص:  >  >>