للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشريح وقتادة وسليمان بن يسار والأوزاعي، وقال أحمد وإسحاق ومحمد بن

الحسن وداود وأصبع وبعض أصحاب الشافعي: ليستمتع منها بما دون الفرج،

وهو قول ابن عباس والنخعي والشعبي والحسن وعكرمة والثوري معلّقا- بقوله

عليه الصلاة والسلام- حديث أنس الذي في الصحيح: " اصنعوا كل شيء إلا

النكاح " (١) . قال ابن حزم: وأما حديث عائشة: " كنت إذا حضت نزلت عن

المثال إلى الحصير فلم تغرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يدن منى حتى أطهر "، فخبر

ساقط وقوله تعالى: (فاعتزلوا النساء في المحيض) (٢) . والمحيض في اللغة: قد

يكون موضع الحيضة، وهو الفرج وهذا فصيح معروف، فتكون الآية حينئذ

موافقة لخبر أنس، وهذا هو الذي صح عمن جاء عنه في ذلك شيء من

الصحابة، قال مسروق: سألت عائشة: ما يحل لي من/امرأتي وهي حائض

قالت: " كل شيء إلا الفرج ". وعن علي وابن عباس وأبي طلحة: " فاعتزلوا

النساء في المحيض " قال اعتزلوا نكاح فروجهن، وهو قول أم سلمة ومسروق

وعطاء وغيرهم، وأما مؤاكلة الحائض ومضاجعتها وقبلتها، فأمر مجمع عليه

فيما حكاه محمد بن جرير في كتاب تهذيب الآثار إلا ما شهد به عبيدة

السلماني.


(١) صحيح. رواه مسلم في (الحيض، ح/١٦) ، وابن ماجة (ح/٦٤٤) ، والمشكاة (٥٢٥) ،
وأحمد (٣/١٣٢) ، وتلخيص (١/١٦٤) ، وابن عساكر في " التاريخ " (٣/٥٨) ، وابن كثير (١/
٣٧٨) ، ومعاني (٣/٣٨) ، والكنز (٤٤٨٩٤) . وصححه الشيخ الألباني.
(٢) سورة البقرة آية: ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>