للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عمر في التمهيد: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث مسندا بهذا اللفظ،

ومعناه صحيح ثابت والله تعالى أعلم، قوله: أنفست بفتح النون يعني. حضت

هكذا الرواية، قال الحري: نفست المرأة ونفست إذا ولدت ونفست بالفتح

أيضا لا غير حاضت، وفي أفعال ابن طريف عكسه نفست المرأة بضم النون

إذا ولدت، ونفست ونفست بضم النون وفتحها إذا حاضت، وكذا حكاه ابن

القوطية أيضا، وحكى الزمخشري أن اللحياني قال في نوادره: نفست المرأة

تنفس بكسر الماضي والمستقبل مثل حسب يحسب وإخواته وليس ذلك

بمعروف، فقال أبو علي الفارسي في التذكرة: وأصله من الشقق والانصداع،

فقال: تنفست القوس إذا تشققت، وقال ابن درستويه في شرحه للفصيح: إنمّا

سُمّى الدم نفسا لنفاسه في البدن وقوام الروح والبدن به، وحكى ابن عدليس

أنّ الحائط يقال لها نفسا، وبوّب البخاري على هذا باب من سمّى النفاس

حيضا ورد عليه،/وقيل: الصواب أن نقول: باب من سمّى الحيض نفاسا،

وكأنه أراد حكم هذا الحكم هذا في منع الصلاة أو لاشتراكهما لغة، كما

تقدّم قولها: إذ انسللت، قيل: لأنها خافت وصول شيء من الدم إليه، أو

تعددت نفسها ولم ترضها للمضاجعة عليه السلام، أو خافت نزول الوحي

وسفله يحركها عمّا هو فيه فلهذا أخفت انسلالها، والأرب فيه لغتان قال

الجوهري: أرب، وأربة، وإرب، ومأربه، وهي: الحاجة، زاد القزاز والجمع: آراب

ومشارب، ومنه قول عائشة: كان أملككم لاربه أي لحاجته، ولا رتبة وهي

الحاجة أيضا، زاد اللحياني في نوادره: والماربة بفتح الراء وكسرها وضمها

الحاجة، اختلف العلماء في مباشرة الحائض، فأجاز مالك وأبو حنيفة والشّافعي

في أصح الأقوال ما فوق الإزار، وهو قول ابن المسيب وسالم والقاسم وطاوس


وقال الزرقاني: رواه أبو داود عن عبد الله بن سعد الأنصاري.
ورواه أبو داود بإسناد فيه ضعيف في: ١. كتاب الطهارة، باب (٨٢) ، (ح/٢١٣) . وتقدمت
رواية أبي داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>